للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة، وعلى المسلم أن لا يلتفت إلى المخذلين عن اتباع الوحي المنزل والمنحرفين عنه من أهل البدع والخرافات والفجور والموبقات، وهذا هو معنى قوله سبحانه: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} (١) يعني طريق المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله المستسلمين لربهم المنيبين إليه، واتباع سبيلهم: أن يسلك مسلكهم في الإنابة إلى الله تعالى التي هي انجذاب دواعي القلب وإرادته إلى الله، ثم يتبعها سعي البدن فيما يرضي الله ويقرب منه سبحانه، ومن هذا يعلم أن تقليد شخص منحرف عن الوحي المنزل الذي هو الصراط المستقيم سواء باعتقاده أو عبادته أو سلوكه أنه ضلال مبين، وتنكب عن الصراط المستقيم نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين.

ومعنى قول الله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} (٢) ، هذا خبر عن علم الله الواسع المحيط وأنه يعلم ما بين أيدي الخلائق من


(١) سورة لقمان الآية ١٥
(٢) سورة البقرة الآية ٢٥٥

<<  <  ج: ص:  >  >>