عليه السلام-ولم يبلغ عمر هؤلاء العلماء إلى عصر السعادة واستدعوا أولادهم فى حالة احتضارهم وأوصوهم قائلين: إذا أدركتم زمن ظهور نبى آخر الزمان فأسرعوا بتصديق نبوته وابذلوا أرواحكم فى سبيله واخدموه بكل إخلاص ويا لشدة الأسف أن الذين أدركوا منهم عصر السعادة حسدوا الأنصار السابقين للتصديق وظلوا فى الشقاوة الأبدية.
والذين يريدون أن يطلعوا على تفصيلات هذه الأمور نرجوهم أن يراجعوا الصفحة الثالثة والثمانين من كتاب «محمود السير» الذى طبع ونشر سنة ١٢٨٨.
وذهب بعض المؤرخين إلى أن وجود بنى إسرائيل فى مدينة يثرب قبل العمالقة، وقالوا إن كليم الله-على نبينا وعليه التسليم-مر بيثرب بعد الحج ورأى بعض العلماء الذين كانوا فى معيته السامية أن منظر أرض يثرب الطيبة يوافق أوصاف دار الهجرة التى ذكرت فى التوراة بمدينة المصطفى واستدلوا بهذا على أنها المدينة المقدسة وسكنوا فى مكان يسمى «بنى قينقاع» ومع مرور الزمن أدخلوا سكان القرى المتجاورة من طوائف العرب فى دين موسى وإن كان هذا المؤرخ أيد مدعاه بهذا المقال ولكن بناء على حكم ما نقله ابن أبى شيبة مرفوعا عن النبى صلى الله عليه وسلم يقتضى أن تكون إقامة طوائف العماليق فى المدينة المذكورة أقدم من بنى إسرائيل، لأن موسى-عليه السلام-حينما مر مع أخيه هارون بيثرب أقام فوق قمة جبل أحد حتى يأمنا هجمات العمالقة، وهذا الخبر السديد يؤيد الأقوال التى تحكى توطن طائفة العمالقة فى يثرب قبل بنى إسرائيل.