الصورة المسنونة ودخل فى حصن الإسلام المتين، ثم جمع أبناء قبيلته وقال لهم:
«يا بنى عبد الأشهل إننى اقتنعت بصحة الإسلام وقبلته! بعد هذا يقتضى أن تسلموا كلكم!!!» وبهذه الطريقة رغب جميع بنى عبد الأشهل فى قبول الإسلام، وبناء على إلحاح سعد بن معاذ المتكرر وتشويقه دخل بنو عبد الأشهل جميعا رجالا ونساء فى دائرة الإسلام المنجية وبناء على هذا ترك مصعب بن عمير القرى المذكورة وانتقل إلى دار أسعد بن زرارة رضى الله عنهما منزل الهداية وظل هناك حتى أسلم جميع قبائل الأنصار.
وفى الوقت الذى دخل فيه بنو عبد الأشهل إلى دائرة الإسلام المنجية باغت أفراد بنى النجار دار أسعد بن زرارة (رضى الله عنه) وأخرجوا منها مصعب بن عمير، وهكذا أرادوا أن يزعجوا ويقلقوا مصعب بارتكاب هذه الشرور، إلا أن سعد بن معاذ أخذه تحت حمايته حيث ظل إلى أن أسلم صناديد القبائل مثل عمرو بن الجموح وإلى أن كسروا أوثانهم وأهانوها وأصبح مصعب وهو فى حماية سعد بن معاذ مشعلا منيرا يهدى إلى طريق النجاة والسلامة وفى هذه الفترة دخل الأنصار الكرام كلهم فى حصن الإيمان المتين وظلوا ينتظرون الهجرة النبوية.
وقبل الهجرة النبوية المشحونة بالبركة أسلم قبائل الأنصار كلهم وكسروا أصنامهم وزاد عددهم بالنسبة لليهود، كما أنهم اكتسبوا شرفا من الناحية الأخلاقية والتقاليد والمدنية وانتظموا وأصبحوا يعدون من أعيان أهالى أرض يثرب عامة وأشرافها إلا أن القبائل التى كانت تحت إدارة الشاعر «أبو قيس بن صيفىّ ابن الأصلت» ترددت فى قبول الدين المبين دين الإسلام وتلك القبائل هى: «بنو أمية بن زيد، وبنو خطمة، وبنو وائل، وبنو واقد (١)«وظل أفرادها على دينهم القديم قرب وقائع بدر، أحد، والخندق» وذلك لعدم تخلى الشاعر المذكور عن ذم الدين الحنيف الأحمدى وتقبيحه، ولوم الذين أرادوا أن يسلموا وتوبيخهم.
(١) وفى ابن هشام «واقف»،وهنا «وافق»،وفى الدرر لابن عبد البر «واقد».