أيا سعد سعد الأوس كن أنت مانعا ... ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف
أجيبا إلى داعى الهدى تمنّيا ... من الله فى الفردوس زلفة عارف
وكان طلحة أو الزبير بن العوام-رضى الله عنهما-من أهالى مكة عائدين من الشام فى تلك الآونة، وقد تلاقى بقائد جماعة الأصفياء-عليه سلام الله الأعلى-فى مكان بين الحرمين فعرض عليه عددين من الخرقة الشامية البيضاء علامة للإخلاص والمخادنة ورجاه أن يتفضل بقبولهما.
وقبل سيد الأتقياء (عليه أزكى التحية) هاتين الخرقتين من ذلك الشخص قصد تلطيفه فلبس إحداهما وألبس الأخرى لجناب الصديق واستمرا فى طريقهما.
عندما وصل خبر قيام النبى صلى الله عليه وسلم إلى أهالى المدينة المنورة غشيهم بحر من الفرح والسرور-المهاجرين والأنصار-وكانوا يذهبون إلى مكان يسمى «حرة واقم» وضيعهم وشريفهم كل صباح حتى ينالوا قصب السبق وهم متجهون لتلك القبلة التى تبشر بالمستقبل السعيد إلا أنهم كانوا يعودون وقت الزوال غير متحملين حرارة الشمس الشديدة.
وفى يوم الاثنين من أول ربيع الأول أو الثانى عشر منه من السنة الهجرية الأولى كانوا قد خرجوا أيضا لإجراء مراسم الاستقبال إلى الحرة المذكورة عند حلول وقت الزوال.
ورأى أحد اليهود الذين ظلوا خارج المدينة المنورة بغتة الموكب النبوى وبدلا من أن يقول:«يا معشر الكرام! قد شرف الشخص الذى أجلتم أبصاركم مدة مديدة منتظرين وصوله السعيد»،قال على طريق التنظيم «هذا جدكم» يعنى ظل بمجرد الصدفة ذلك اليهودى المذكور خارج المدينة وبينما يرسل نظراته المتجسسة إلى الأطراف والأكناف إذا به يرى فى طريق مكة عدة أشخاص بملابس بيضاء قد