محفوظ بألواح خشبية من الآبنوس وذكر لهم ذلك، وكان زوار تلك الأيام يحرصون على زيارة تلك اللوحة التى تشبه المسلة والتى وضعت فوق الدرجة الثالثة ويقتحمون المكان للتبرك، وهذا الحرص لاقتحام المكان يدل على أن المنبر القديم كان قد حفظ بألواح خشبية من الآبنوس.
وخلاصة القول بناء على تحقيقات المؤرخين ورواية الإمام البخارى وتعريفاتهم يثبت أن المنبر القديم قد رفع فوق المنبر الجديد الذى صنع فى عهد مروان بن الحكم، وقد أشرف المنبر الذى صنع فى عهد مروان بن الحكم على السقوط والخراب ومال للانهدام ومن هنا قد هدم حتى الأرض وجدد فى سنة ٥٧٨ هـ وقد صنع من قطع خشبه غير الصالحة للاستعمال أنشاطا وأرسل لأشراف المماليك والبلاد للتبرك بها.
قد وضعت لوحة خشبية أخرى فوق مستراح النبى فى المنبر المجدد وترك مكانا مكشوفا حتى يستطيع أن يتبرك به الناس وترك باب المنبر مفتوحا أيام الجمع ليتبرك الناس بمستراح النبى وأغلقت بقية الأيام الأخرى، واحترق المنبر الشريف فى سنة ٦٥٤ هـ مع مستراحه وظل المسجد الشريف بدون المنبر ومن هنا أرسل حاكم اليمن السلطان مظفر منبرا جميلا بعد سنتين من الحريق.
وكان للمنبر الذى أرسله الملك المظفر عمودان منحوتان من خشب الصندل فى غاية الجمال، وقد وضع اللآلئ مكان المنبر القديم وألقيت الخطب عليها ما يقرب من عشر سنوات، وفى سنة ٦٦٦ هـ رفعوا هذا المنبر ووضعوا مكانه المنبر الذى أرسله «الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى».
وكان ارتفاع المنبر الذى أرسله ركن الدين البندقدارى أربعة أذرع وكان طوله يتجاوز سبعة أذرع وكان له تسع درجات وكان هذا المنبر بالنسبة للمنابر الأخرى ذات مميزات تستحق التقدير والثناء من وجوه شتى، وكان لهذا المنبر باب ذو مصراعين وفوق كل مصراع رمانة فضية وكانت الرمانتان تظهران فى داخل المسجد النبوى كجسمين فضيين محبوبين وكان فوق رمانة الباب الأيسر اسم صانعه وشهرته؛ وكان فى صحبة المنبر الشريف أحد صلحاء النجارين يطلق عليه