الشك فيه، لأجل ذلك وضع المنبر الجديد بعيدا عن أساس المنبر القديم بثلاثة وعشرين أصبعا فى الجهة القبلية يعنى قد أدخل المنبر الجديد مقدار ٢٣ إصبعا فى داخل الروضة المطهرة بناء على إصرار شمس الدين بن زين فضاقت ساحة الروضة المطهرة مقدار ٢٣ أصبعا عن مساحتها الأصلية وخلاصة القول أن المنبر الجديد قد أدخل قدر خمسة أصابع من المنبر القديم إلى الجهة الشرقية من المسجد الشريف وضع طول المنبر الجديد السطحى أطول من طول المنبر العتيق قدر ثمانية عشر أصبعا ومن هنا صغرت الروضة المطهرة قدر ٢٣ أصبعا.
استخدم المنبر الذى وضعه السلطان قايتباى المصرى تحت نظارة شمس الدين بن زين ما يقرب من مائة واثنتى عشرة سنة ولم يتقدم أحد بهذه الفترة لصنع منبر آخر أو إرساله، ولكن السلطان مراد خان-عليه الرحمة والغفران-من السلاطين العثمانيين المعروفين بكثرة خيراته وميراثه أراد أن يقوم بخدمة خاصة بنية خالصة للمدينة المنورة؛ ولذا أرسل منبرا مزينا فى غاية الجمال والصنع وأرسل معه كثيرا من النجارين المهرة والمهندسين المتفننين وأمر أن يوضع هذا المنبر مكان منبر السلطان قايتباى المصرى وأن يعمر ويجد له ما يقتضى تعميره وتجديده من مسجد السعادة بهذه المناسبة.
وبين أهالى المدينة للسلطان أن مسجد السعادة ليس فى حاجة إلى التعمير والتجديد وإن كان تنفيذ الأمر السلطانى واجبا على كل فرد إلا أن تجديد المسجد بدون مسوغ شرعى لا يجوز، إلا أن السلطان أمر مؤكدا أن يوضع المنبر الجديد الذى أرسله فى المكان الذى عينه مطلقا وأن تصلح الآثار الأخرى التى تحتاج التجديد والإصلاح ومن هنا قلعوا المنبر القديم ووضعوا مكانه المنبر الجديد الوارد من استانبول وذلك فى سنة ٩٩٨ هـ.
وكان للمنبر الذى أرسل من قبل السلطان مراد تسع درجات فى داخل بابه وثلاث درجات فى خارجه وكانت جملة درجاته اثنتى عشرة درجة ويصعد إلى