وتركت أطراف بعضها مكشوفة لدخول الضوء والنور وكلها قد صنعت فى صورة محكمة رصينة قوية.
بدل الخلفاء العباسيون ستارة باب منبر السعادة وأعدوا ستارة من الحرير الأسود المنسوج واتخذوا تعليق الستارة السوداء عادة لهم، واستصوبوا ترك الستارة معلقة ليلا ونهارا وتركوا إجراء ذلك لشيخ خدم الحرم الشريف؛ وبعد ذلك تذكروا الحادث الذى وقع فى أيام عبد الله بن الزبير وقرروا أن تعلق الستارة فى أيام الجمع خائفين من وقوع تلك الحادثة مرة أخرى؛ لأنه حدث أن سرقت امرأة فى عهد عبد الله بن الزبير ستارة المنبر الشريف وأقيم عليها الحد الشرعى وقطعت يدها.
اعتاد البغداديون تجديد ستارة المنبر الشريف وكانوا يرسلون ستارة كل سنة، وتكاثرت مع مرور السنين الستائر فى خزانة النبى ومن هنا تقرر فى خلال سنة ١٣٨ هـ وفى عهد عبد الله الحارثى أمير المدينة إرسال ستارة كل ست سنوات مرة، وأرسلت فيما بعد كل سبع سنوات، وفيما بعد كل عشر سنوات. إلا أنه فى زماننا ترسل من عيد الجلوس إلى عيد الجلوس، إلا أن السلطان محمود بن عبد الحميد والسلطان عبد المجيد خان المرحومين أرسلا مرتين كل سنة.
كانت هذه الستائر ترسل إلى المدينة فى صورة غير منتظمة إلى دور إسماعيل بن محمد ناصر الصالحى من الملوك المصريين وهذا الشخص قد أخذ من بيت مال الحكومة المصرية قرية ووقفها لصنع كسوة لمنبر السعادة والحجر الشريف فى مصنعها وجعل ذلك من عاداته الحميدة وبناء على هذا كانت هذه الستائر تبدل كل خمس سنوات أو ست سنوات على قول آخر، أما فى زماننا فلا ترسل كسوة بل ترسل ستارة وكانت هذه الستائر تعلق يوم الجمعة إلى الانتهاء من إقامة صلاة الجمعة وبعد ذلك كانت ترفع بواسطة موظفين خاصين وتوضع فى المخزن الذى بجانب باب جبريل، وإن كان حفظ ستائر المحاريب والستائر التى تعلق فى شبكة حجرة السعادة حفظها فى المخزن سالف الذكر من الأصول المتبعة؛ إلا أنها لا