أقرباء سلطان الدين والسادات والأنصار والمهاجرون وأشخاص آخرون أن يجلسوا ويحادثوا أصحاب الصفة من أقصى آمالهم، وبهذا أدخلوا ضمن الجماعة السعيدة من أصحاب الصفة وعدوا منهم.
وكان فقر أصحاب الصفة وشدة حاجاتهم فى حالة تجل عن الوصف، وبناء على ما يرويه الصحابى أبو هريرة كان بينهم بعض الأشخاص الذين كادوا أن يكونوا عراة من شدة حاجتهم وإنهم استطاعوا أن يتداركوا بعد آلاف المشقات والصعوبة قطعة من قماش لا تكاد تستر محال عوراتهم، ولم تكن قطعة القماش التى اتخذوها ملابس على طول واحد إذ كان بعضها أميل إلى الطول وكان بعضها قصير، وكانوا يسترون بها ما تحت خصورهم، وكان الذين لهم أقمشة قصيرة يغطون بها جسمهم من خصورها إلى ركبهم فقط ومن كان قطع أقمشتهم أطول كانوا يغطون إلى سيقانهم، وكان أداء الصلاة بهذه الحالة وفقا للآداب الشرعية يكاد أن يكون مستحيلا لأجل ذلك كانوا يدخلون قطع القماش ما بين سيقانهم بصعوبة كالإزار وبهذا ينقذون صلواتهم من الكراهة وبعد أداء الصلاة كانوا يلفون بهذه الأقمشة خصورهم.
وكانت أقوات أصحاب الصفة اليومية من الأشياء الرخيصة مثل البلح، إلا أنهم عند ما تقوم الحروب كانوا يشاركون فيها غالبا وكانوا يقاتلون فى منتهى الشجاعة.
قال أحد فضلاء الأصحاب وهو فضالة بن عبد الله: كنت أصلى يوما فى زاوية من الزوايا الشمالية من المسجد، وفجأة قام أصحاب الصفة على أرجلهم ووقفوا وقفة الاحترام والتعظيم وفى سكوت تام، إذ كان سلطان عرش الدين- عليه صلوات الله المعين قد شرف المكان، وقال فريد العالم صلى الله عليه وسلم فى أثناء تقربه من صفوف أهل الصفة، «لو وقفتم على مدى حب الله لكم لتمنيتم أن تزدادوا فقرا وحاجة».
وكان أصحاب الصفة فى غاية الفقر وكانوا فى حاجة إلى نصف لقمة من الخبز ومن هنا كان معدن السخاء-عليه وعلى آله أصفى التحايا-يطعمهم صباحا