للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثال-عندما قيل فى عصر الخلفاء العباسيين لأحد المتكبرين من بنى عبد الدار لماذا لا تسافر إلى الخليفة وتعمل على كسب حسن توجهه نحو قبيلتنا؟ فأجاب أخاف ألا يتحمل الجسر الذى سأعبر عليه أو الجمل الذى سأركبه ثقل شرفى ومزيتى وكأنه أراد أن يرمى إلى أن الخليفة إذا ما قصر فى حسن قبولى ورعايتى سيؤذى كبرى.

وكان الحجاج بن أرطأة من متكبرى العرب القدماء يتجنب الصلاة مع الجماعة، ويقول للذين يسألونه عن عدم إتيانه إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة إننى أخجل أن يقف على جانبى رجال بسطاء لأداء الصلاة.

وكان كبر ابن ثوابه يفوق جميع تكبر جميع متكبرى العرب وكان تعاظمه ونخوته أشنع وأقبح بدرجات عن غرور الحجاج بن أرطأة وهذا الأحمق الذى كان من عظماء العرب إذا ما أضطر لمكالمة أحد الزراع كان يغسل فاه بعد المكالمة.

لمؤلفه الفقير:

إذا ما عرف المتكبر مضرة كبره ... بقبضة الندامة يضرب صدره

«انتهى»

فهؤلاء وأمثالهم من المتكبرين من رجال قبائل العرب والمتعاظمين كانوا يعدون وجود جماعات أصحاب الصفة فى مجلس السعادة حقارة لهم وإقلالا من شأنهم؛ لذا سعوا معهم بطردهم منه؛ وكانت لهم وسائلهم وحيلهم الشيطانية وفى النهاية أطلعوا النبى صلى الله عليه وسلم على ما فى ضمائرهم وطلبوا كتابة عهد بذلك؛ ولكن هذه الجماعة العظيمة كانت قد انصرفت سواء أكانت عن الدنيا أو عن مكاسبها كلية ولازموا مسجد السعادة وادموا فى عبادة رب العزة ومن هنا لم يستطع هؤلاء المتكبرون ترويج أفكارهم المسمومة، وقد صدقت الآية الجليلة (ولا تطرد الذين ... ) (الأنعام:٥٢) صدقهم وصفاء قلوبهم، ويعد بعض الناس عدد أهل الصفة أربعمائة نفر ويوصلهم البعض إلى ستمائة نفر، وبناء على تدقيق أبى نعيم الأصفهانى فى مؤلفه «حلية الأولياء» بغض النظر عما ورد فى أسماء

<<  <  ج: ص:  >  >>