المسعودة بين محراب التهجد الشريف إلى باب جبريل تظل مقصورة محراب التهجد فى الجهة اليمنى ومقصورة صفة أصحاب الصفة المباركة فى الجهة اليسرى.
وأراد الأسلاف الكرام أن يحافظوا على مكان الصفة الشريف إلى يوم القيامة وبهذا التفكير المصيب رفعوا الصفة عن سطح المسجد الشريف بمقدار ذراع واحد وأحاطوا أطرافها بسور خشبى فى ارتفاع نصف ذراع وخصصوها لجلوس أغوات حجرة السعادة، ويقيم الزوار الأفاضل وشيخ الحرم والآخرون من الذوات الكرام ليصلوا الصلوات المفروضة فى صفة أصحاب الصفة كما أن حراس الحجرة المعطرة يمضون أوقات نوبتهم فى هذا المكان الجميل بقراءة أورادهم الخاصة، إن هذا المكان موضع مبارك فى غاية اللطف والروحانية ولا ينكر أهمية الصلوات التى تؤدى فى هذا المكان لشرفه إلا أن أداء الصلاة فى الروضة المطهرة ما دام يجد الإنسان مكانا خاليا أفضل من الصلاة فى الصّفّة. ولكن فى حالة ازدحام الروضة المطهرة بالمصلين وعدم وجود مكان للصلاة تؤدى الصلاة فى مقصورة أصحاب الصفة، وإذا ما تذكر الإنسان تراحم أحوال أصحاب الصفة ومناقبهم وفضائلهم فلابد أن يقدر أهمية موقع ذلك المكان.
وكيف لا يبعث هذا المكان صفاء وسكونا للقلب؟ فمحراب التهجد أمامه ودار السيدة فاطمة الزهراء-رضى الله عنها-خلف محراب التهجد والروضة المطهرة فى الجهة الشرقية القبلية منه وحجرة النبى صلى الله عليه وسلم المعطرة فى التقاء الروضة المقدسة من الجهة الغربية.