للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرين ذراعا عرضا؛ وبعد أن أنهى حضرة الفاروق عمليات التجديد والتعمير والتوسيع فرش جهة باب النساء بالرمل وجعلها مثل الساحة الرملية للمسجد الحرام، وكانت الساحة الرملية لمسجد السعادة متصلة بالرباط‍ المنسوب لخالد بن الوليد وكان الصحابة الكرام يجتمعون فى هذه الساحة لإنشاد الشعر، وكانت هذه العادة غير مذمومة اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم الذى وضع كرسيا فى المسجد الشريف لحسان بن ثابت وجعله يلقى القصائد فى ذم الكفار، إلا أن هذه العادة أسئ استخدامها فيما بعد إذ أخذ فى إنشاد الأشعار فى كل مكان من المسجد بطريقة غير لائقة خارجة عن توقير المسجد واحترامه؛ لذا تأثر حضرة الفاروق من هذه الحالة وألغى عادة إنشاد الشعر فى مسجد الرسول توأم حرم الجنة وفى ذلك الوقت رأى سائب بن يزيد قد تمدّد فى المسجد وظل نائما فأيقظه وهو غاضب أشد الغضب وقال له: «لو لم تكن من أهل الطائف أى من قبائل مكة المعظمة لأوسعتك ضربا».وعاتبه بهذه الأقوال ثم فرش فى منتهى الجهة الشامية من المسجد الشريف رملا وحصر ذلك المكان لإقامة من يريدون إلقاء الشعر وفصله عن الحرم الشريف، وكان الجدار الذى أقامه حضرة الفاروق وما نصبه من الأساطين قد بنى على شكل مستحسن مطبوع، وكان أسفل الجدران من الحجارة وأعلاها من اللبن.

إن الأساطين التى فى الصف الأول خارج السور الخشبى الذى فى الجهة القبلية من الروضة المطهرة حتى الآن من الأساطين التى نصبها عمر بن الخطاب، وبعد الحريق قد جددت على الشكل السابق وقد حولها السلطان عبد المجيد خان إلى الرخام وقويت وبدت فى غاية المتانة.

استدعى حضرة الفاروق قبل أن يشرع فى توسيع المسجد العباس بن عبد المطلب ومهد لطلبه قائلا: يا عباس قد كثر المسلمون بفضل الله ولطفه وإحسانه، ومن هنا ظهرت الحاجة الشرعية لتوسيع المسجد. قد اشتريت جميع المنازل التى حول المسجد كلها ودفعت ثمنها، ولم تظل إلا دور أمهات المؤمنين ودارك، إننى أستحى أن أشترى دور أمهات المؤمنين التى تضارع الثريا؛ ولكننى آمل أن آخذ دارك، إذا ما بعتم دفعت لكم ثمنها وإذا ما تبرعتم بها أعرض لكم

<<  <  ج: ص:  >  >>