اللبن وبدل الأعمدة المبنية باللبن بالحجر وجعل السقف من خشب الساج وجمع الجهة القبلية إلى شبكة الحجرة المعطرة، كما بنى المحراب المقدس الذى يشتهر «بالمحراب العثمانى» وهو من الآثار الجليلة التى زيدت فى المسجد وفى الجهة اليمنى من طاق ذلك المحراب الشريف كتب اسم الجلالة وفى الجهة اليسرى منه اسم النبى الطاهر وفى وسط هاذين الاسمين كتب اسم الجلالة الآخر.
والمحراب العثمانى فى وسط الجدار القبلى للحرم الشريف وفى الجهة اليمنى منه كتبت أربعة أسطر كتابة بخط جلى نفيس وفى السطر الأول من هذه الكتابات الآيات {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب:٥٦) وفى السطر الثانى {قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ}(البقرة:١٤٤) وفى السطر الثالث {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ}(البقرة:١٤٤) وفى السطر الرابع الحديث (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن سركم أن تقبل صلواتكم فليؤمكم علماؤكم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم وفى رواية فليؤمكم خياركم)(حديث شريف) وكل هذه الكتابات قد زخرفت والحديث الذى سطر فى السطر الرابع قد كتب على ثلاثة أسطر ذات أربع زوايا، وفى الجهة اليسارية كما فى الجهة اليمنى أربعة السطر من الكتابة كتب على السطر الأول منها قول الله {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ} إلى قوله {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}(التوبة:١٢٨) وعلى السطر الثانى {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها}(البقرة:١٤٤) وعلى السطر الثالث {وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}(البقرة:١٤٤) وكتب على السطر الرابع (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أقيموا صفوفكم فإنما تصفّون كما تصفّ الملائكة وحاذوا بين المناكب ولينوا بأيدى إخوانكم وسدوا الخلل ولا تجعلوا فرجة للشيطان فمن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله عز وجل)(حديث شريف) والسطور الأولى من هذه الكتابات كتب بالخط الكوفى وكلها مزخرفة ومطلية بالذهب.
وقد كتبت قصيدة البردة البليغة فى داخل القباب التى فى الصفين الأولين دائرا