وصلى إمام محراب الدين-صلى الله عليه وسلم-فى هذا المكان كثيرا من صلوات الجنائز وأصبح فى حكم العادة بين الأصحاب أن تؤدى صلاة الجنازة فى الموضع المذكور قرب وفاة سعد بن أبى وقاص.
وبما أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصلى نادرا صلاة الجنائز فى داخل مسجد السعادة بناء على الواقع الذى أخطرت به السيدة عائشة، أجاز أئمة المذاهب الثلاثة الصلاة على الجنائز فى داخل المسجد كما بينه ابن حجر بعد التدقيق، وإن كان أئمة الحنفية يعترضون على ذلك إلا أنهم يجيزون تقليد أئمة المذاهب الثلاثة بشرط أداء صلاة الجنائز فى الحرمين فقط،وبناء على هذا يؤتى بالجنائز داخل مسجد السعادة ويصلى عليها فى المحراب العثمانى ثم تمرر من داخل الروضة المطهرة وتدفن فى القبر الذى فى البقيع الشريف، كما أن أموات الغرباء تغسل وتجهز وتكفن فى مكان يسمى شر شورة وتصلى على جنازاتهم خارج المسجد وفى جهة باب جبريل ثم تدفن فى البقيع.
ولكن جنائز الخوارج لا يصلى عليها فى المصلى، إنما يصلى عليها فى خارج المدينة فى مكان خاص بهم بواسطة جماعاتهم وبما أنه لا يشاركهم فى ذلك شخص غريب عنهم فلا يطلع أحد من غيرهم على كيفية الصلاة والتكفين والدفن.
اللائحة: قال علماء المذهب الحنفى كما ذكر آنفا بما أن المساجد قد بنيت لأداء الصلوات الخمس من هنا يلزم أداء صلاة الجنائز خارجها ولكن أئمة المذهب الشافعى رأوا أداء صلاة الجنائز فى داخل المسجد أولى. وقال الإمام أبو يوسف:
«أداء صلاة الجنائز فى داخل المسجد اقتداء بأهل الحرمين الشريفين» وأفتى بناء على قوله.
وبما أن الصلوات التى تؤدى للجنائز فى داخل أحد الحرمين ستتميز بكثرة الجماعة وسيكون ذلك موضع شرف للميت فلا يعترض على أداء أهل الحرمين الشريفين صلوات الجنائز بهما إذ يغلب على الظن أن الجنائز التى دخلت فى