مثل الحجاج الظالم وابن أرطأة ومسلم-يفتضح اسمه-معاملة حسنة لسادات الحرمين الشريفين وأشرافها يقتضى عدها من الأمور المستغربة.
وإلا فمن المحال أن ينتظر خير عندما يذكر أسماء الحجاج الظالم وابن أرطأة ومسلم لأجل الآل والمحال المباركة وهذا ما يميزه حتى أصحاب العقول القاصرة ويفرقونه إن الجرم الذى ارتكبه عبد الملك بن مروان الأموى ضد الكعبة المكرمة عندما أراد قتل ابن الزبير قد وصل إلى درجة الإخلال بسلامة البيت المعظم الذى روعى جانبه حتى فى عهد الجاهلية، إن سيف الجور والتعدى الذى سحبه من غمده دون مراعاة امتياز المكان وقدسيته لم يقتل فقط جناب ابن الزبير بل قتل آلافا من الذوات الكرام وسفح دماءهم وأجرى هذه الشدة ضد المبانى المقدسة عمّتها حتى لم تترك مساجد جليلة ولا آثار شريفة دون التخريب والتدمير.
وأظهر سليمان بن عبد الملك، وهو أقل خلفاء الأمويين إساءة عداوته بهدم مئذنة باب السلام لمجرد حجة قربها من بيته الفاخر وأنها تكشفه.
واشتهر من الأمويين وخاصة الوليد بن عبد الملك بظلمه لآل البيت إذ حول إلى الحجاز قوة تخريبية إحدى المرات وأمر أن تهدم منازل زوجات النبى صلى الله عليه وسلم على رءوس أصحابها وهم بداخل المنازل وكيف يتفق تخريب هذه المنازل ومبادئ الإسلام وكيف يتقبل محبو آل البيت مثل هذه الأعمال؟ ولا يعد ما قام به الوليد الظلم الوحيد الذى ارتكبه الأمويون إذ يجب أن يتذكر ما ساقه يزيد بن معاوية على دار الهجرة من الجنود الفاجرين الذين اعملوا سيوفهم فى رقاب أحد عشر ألفا وسبعمائة من المدنيين والذى ثبت بروايات متواترة.
وكان ضمن هؤلاء كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثير من التابعين والبقية الباقية من أولاد وأحفاد صحابة النبى صلى الله عليه وسلم وكان سبعمائة منهم يحفظون القرآن الكريم.
وسيق بقية آل المدينة إلى خارج المدينة وقد قيدت أياديهم وأرجلهم بسلاسل الجور ولم تحل أكبالهم من رقابهم وأيديهم إلا بعدما أقسموا أنهم سيسيرون وفق