للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أراد السلطان صاحب الحكمة أن يوضح مدى رعايته للقطب الجليل واحترامه له فأمر بألا يجند أولاد السادة الذين من سلالة أحمد الرفاعى، كما أمر بإعمار حول مرقده المبارك بإسكانه بالناس، وهذا التوفيق العظيم أثار رضا وسرور جميع سكان البلاد العراقية من القبائل والعشائر واستفادوا من هذا التعمير؛ لذا بعث إلى مقام الخلافة الجليلة نقيب الأشراف فى ولاية البصرة السلطانية والسكان فى التكية الرفاعية السيد سعيد أفندى وعشرون شخصا من أكابر السادات الرفاعية ببرقية عارضين عليه شكرهم وثناءهم، إن هذا الكرم السلطانى الذى لا مثيل له لدليل واضح على عودة العمار والانتعاش اللذين كانت تتمتع بهما واسط‍ وبطائح وما حولها، كما يذكر لنا التاريخ.

وفى ضمن إنشاءات سلطاننا العظيم التى وفق فيها ثكنتان للمشاة وثكنة للمدفعية فى مكة المكرمة المسميتان بغيرتية والحميدية نسبة لاسمه ودائرة حكومية ومركز كبير للشرطة، ولما كانت مكة المكرمة قد تعرضت لهجمات الأشقياء والظالمين فى عهد الدول الإسلامية الأخرى فإن هذه الإنشاءات السياسية والعسكرية ستؤمن هذه البلاد وبهذا نستطيع أن نقول إن هذه المدينة المباركة ستظل مصونة من هجمات الأشرار إلى الأبد.

والآن إن حمل لقب خادم الحرمين الشريفين يقتضى القيام بمثل هذه الحماية الجليلة والخدمات المهمة ومن هنا يتضح أن أية دولة إسلامية أخرى لم تقم بإحياء منبع زلال الإسلام مثل السلاطين العثمانيين ولما كان سلطاننا قد تفوق على أسلافه الكرام فى هذا الخصوص فمن واجبنا نحن العثمانيين بل من واجب جميع المسلمين الذين يسكنون على وجه البسيطة أن يرفعوا أياديهم بدعاء الخير المترتب على ما قدمته الذات السلطانية من خدمات شاكرين له.

<<  <  ج: ص:  >  >>