فى داخل المربع وأوصلوا المنازعة إلى درجة المقاتلة؛ وفى النهاية انتهى الأمر بتدخل بعض الذوات ذوى الهمة نهاية حسنة ودفن حضرة الحسن فى مقبرة بقيع الغرقد، وحتى لا يحدث مثل هذه الأمور أغلق باب مربع قبر السعادة وسد تماما.
ولما كانت هذه الواقعة من تدبير الوليد إذ رفع الجدار الذى كان يحيط بمربع قبر السعادة وغطاه وهكذا أخفى القبور الشريفة عن أعين الخلق وسترها، وكان غايته كما ذكر عاليه ألا يترك مجال فيما بعد لإيقاع الفتنة والفساد.
وعندما أعلى الجدار المذكور وسقف وكان باب المربع قد سد من قبل فى الواقعة المؤسفة فنمت فى داخل كل إنسان أمنية زيارة قبر رسول الإنس والجن من داخل السور الذى بنى ورفع.
الحجرة المسعودة: يعنى الدار المقدسة التى تنسب للسيدة عائشة-رضى الله عنها-كانت دويرة صغيرة ولم يكن سقفها عاليا حتى لا يمسه ولا يتبرك به إنسان بيده، وقال حسن البصرى سواء أكانت فى حق هذه الحجرة اللطيفة أو حجرات النبى الأخرى، كنت فى طفولتى أدخل فى حجرات زوجات النبى المطهرات وكنت أرفع يدى وأمسك بأسقفها، كانت جميع منازل النبى حجرات معطرة صغيرة وقد روى هذا القول موثقا، وكانت كل حجرة مصنوعة من اللبن وسعاف النخيل، وكان فوق أبوابها ستائر قديمة من الملس، هذا ما رواه كما روى أن للحجرة المعطرة بابين يفتح أحدهما ناحية الغرب والآخر ناحية الشام وكانت الأبواب ذات مصراع واحد مصنوع من خشب شجر الساج أو العرعر والباب الذى يسمى الآن باب محرس من الأبواب التى كانت فى عصر السعادة.
وكان بين بيت حضرة الصديقة-رضى الله عنها-وبيت حفصة-رضى الله عنها-طريق (١) وكانتا كلما تتلاقيان تتحدثان معا.
وكان بيت حضرة حفصة-رضى الله عنها-الذى ذكر فى الجهة اليمنى لنافذة آل عمر التى ذكرت أعلاها وساحة هذه الدار المسعودة هى الموقف الذى يزوره زوار زماننا سواء أكانوا فى داخل الشبكة أو خارج الشبكة.