الأصول، لسبب ما، وأخذوا يدعون فاتحين باب الرحمة المقابل لوجه النبى صلى الله عليه وسلم فى مقصورة النور التى تحيط بالحجرة المعطرة، ودام هذا النظام إلى عهد شاهين إلى وقوع الحريق الثانى لأن شاهين الجمالى قد بنى فوق سقف مسجد السعادة قبة حجرية كما فتح فوق ذروتها نافذة وركب عليها قفصا حديديا كما ركب فوق النافذة التى صنعت فوق سقف الحجرة الشريفة اللطيفة قفصا آخر، وركب فى وسطه منفسا مغلقا، وكلما كان أهل المدينة يتعرضون لداهية دهياء يفتحون ذلك المنفس، بما أنهم كانوا يستسقون واقفين بجانب المنفس المذكور فى سنين القحط والغلاء.
وإن كانت قبة النور التى هى نافذة قبة السعادة موجودة فى أيامنا هذه إلا أن نظام فتحها لأجل الدعاء غير حاصل، والآن يدعون فاتحين الباب المعلا الذى يطلق عليه باب الوفود الذى يقابل أسطوانة الوفود التى توجد فى جهة الروضة المطهرة من حجرة السعادة، وبناء على ما أخبره مسنو المدينة وأصحاب العلم أنه كلما دعى وذلك الباب مفتوح فلابد أن يظهر أثر الاستجابة سريعا.
قد اختلف مؤرخو الأسلاف كثيرا فى تعيين مراقد المدفونين فى داخل الحجرة المعطرة وفى نهاية القيل والقال بينوا اقتضاء تصديق سبع روايات، وادعت كل فرقة صحة روايات رواتها ولكننا حينما رأينا أن أربعا من هذه الروايات لا تستند على حجة قوية تركناها وذكرنا صور الروايات الثلاث المؤيدة بأقوى الأقوال.
الصورة الأولى: أن قبر النبى الأقدس أمام قبرى حضرة الصديق وعمر بن الخطاب قليلا، يعنى أن رأس الصديق الأكبر فى محاذاة منكبى الرسول صلى الله عليه وسلم ورأس الفاروق الأعظم فى محاذاة منكبى جانب الصديق الأعظم ولما كانت هذه الصورة أكثر وجاهة وافق على تصديقها وصحتها أغلب العلماء.
كان الوليد بن عبد الملك قد ذهب إلى المدينة المنورة فى أثناء تجديده لمسجد السعادة ليرى مدى متانة صنعه ورصانته وليرى إذا كان منزل فاطمة-رضى الله