للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التى بين الجدار القديم والجديد من الباب الصغير الذى فتح فى سقف حجرة السعادة إنهم لم يصيبوا الحقيقة فى ذهابهم هذا وابتعدوا عن الصحة.

وإن أراد ابن رشد أن يرد الأقوال المشهورة إذ ادعى أنه لم يكن فوق القبر الجليل سقف وقال لم يكن قديما فوق القبر الشريف سقف غير سقف مسجد السعادة، وبما أنه قد مات سنة ٥٢٠ هـ‍ فادعاؤه هذا يشير إلى هيئة المسجد الشريف قبل الحريق، ومع هذا فرواية الإمام مالك-عليه الرحمة-بخصوص الكسوة الشريفة تؤيد أن الحجرة المعطرة كانت مسقوفة قبل الحريق الأول، حتى إنهم وجدوا بقية ميزاب السقف العتيق عندما كانوا يجددون المسجد فى عصر الأشرف قايتباى وبهذه العلامة والدليل حكموا أن حجرة السعادة كانت مسقوفة فى الصدر الأول وأن الميزاب العتيق كان مصنوعا من خشب شجرة الساج، جاء فى صحيح الدارمى أنه قد وقع فى حياة السيدة عائشة الصديقة-رضى الله عنها-زوج النبى قحط‍ وغلاء اشتكى الناس ذلك لذاتها السامية ورجوها أن تجد لها حلا.

قالت السيدة عائشة: «افتحوا نافذة فوق قبر السعادة حيث لا يبقى شئ يحول بين سقف القبر الجليل وبين السماء! وبهذا أمرت أن تفتح نافذة صغيرة فوق سقف القبر الجليل وقد استحسن أهل المدينة رأى والدتنا المشار إليها وقرروا فى النهاية فتح نافذة صغيرة فوق قبر السعادة وأطلق عليها «قبة النور»، «قبة المجرة».

وفى أثناء فتح سكان المدينة، بناء على توصية الصديقة-النافذة فوق قبر الرسول ظهرت فى السماء علامات المطر وأخذ المطر فى النزول وغرقت الغبراء بالمياه ونمت الحشائش فى الأودية والصحارى وأخذت الدواب فى الرعى. وقد سر أهل المدينة من هذه الحالة وسموا تلك السنة ب‍ (عام الفتق) وكانوا بعد ذلك كلما احتاجوا إلى شئ أو المطر فتحوا النافذة التى فوق قبر الرسول، وقد دام هذا النظام إلى الحريق الثانى، حتى إنهم كانوا قد فتحوا منفذا فوق القبة الخضراء المصنوعة من الحجر كالحالة السابقة بعد الحريق الأول، وتركوا فيما بعد هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>