للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجدران ثلاثة أذرع وثلاثة أرباع لكل جهة، إلا أن بعض أماكنها قد رفعت قليلا وبما أن أعلاها قد صنع من الآجر قدر ذراع واحد قد فهم أنه قد أضيف فيها بعد.

السور الخشبى الذى حول حجرة السعادة، لم يكن أى شئ حول الجدار الخارجى لحجرة السعادة حتى عصر جمال الدين الأصفهانى وقد أحاط‍ جمال الدين الأصفهانى الجدار الذى بناه عمر بن عبد العزيز حول الحجرة المعطرة بسور مصنوع من خشب شجرة الصندل والآبنوس، وأوصل ارتفاع هذا السور إلى سقف المسجد الشريف وألصقه به، إلا أنه قد احترق فى الحريق الأول كما سيحرر فى الصورة الثامنة من الوجهة الثامنة فجدد سنة ٦٦٨ هـ‍ وسمى بالمقصورة وبعد ذلك قد جدد وعمر مرارا. انتهى.

جدران أبنية الحجرة المعطرة القديمة أعلى من الجدران التى مدها عمر بن عبد العزيز قدر خمسة عشر ذراعا بما أن أرض الجدار الجديد أعلى من أرضية الجدار القديمة فمن هنا تظهر الجدران فى ارتفاع واحد. وبناء على أرجح الروايات بين الجدارين فاصلة ما تقرب من ذراع ونصف ذراع.

والجدار الذى مده عمر بن عبد العزيز-كما يرى فى الشكل الآتى: مثلث الشكل فى الجهة الشمالية وهذا الشكل المثلث ما بين الجدار القديم والجديد فالفاصلة التى تمتد من الزاوية الشمالية إلى الجدار القديم ثمانية أذرع، وكان فوق سقف الحجرة المعطرة اللطيف قطعة قماش مشمع على شكل الخيمة وكان فوق هذا الغطاء سقف مسجد السعادة وفوق هذا السقف يعنى فوق سقف المسجد الشريف باب (١) صغير وبين القماش المشمع وسقف المسجد فاصلة قدر ذراعين، الشكل والهيئة التى ذكرت كانت الحالة التى عليها قبل الحريق الأول؛ لأن ما بين سقف المسجد الشريف وغطاء الحجرة المعطرة قد أغلق ببعض الألواح الخشبية التى كسيت بالمشمع وفتحت نافذة وسط‍ سقف الحجرة الشريفة تسمى قبة النور (٢) وأغلق بالقفل بعد الحريق، وإن كان بعض المؤرخين قالوا كان يدخل للفاصلة


(١) إن المنفس الذى وسم أعلاه، ب‍ «قبة الحجرة» عبارة عن هذا الباب الصغير.
(٢) كان يقال لهذه النافذة قبل الحريق قبة حجرة قبر النبى صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>