لتعليقها مكان الكوكب الدرى وهو يقول بدلا ما تكون زينة الدنيا الزائلة أى بدلا ما يصنع منها فصا لخاتم يلبسه على إصبع أخرى أن تكون زادا للآخرة وذخيرة عافية وكان قد أرسلها مع حسن باشا الذى كلفه توصيل ميزاب الرحمة وأشياء أخرى لبيت الله.
وأكمل حسن باشا مهمته الخاصة بمكة المعظمة أوصل تلك اللوحة المرصعة نادرة المثال إلى دار الهجرة النبوية ووضعها على جدار المرقد النبوى ساطع الأنوار وقلع الجوهر والكوكب الدرى، الذى اكتسب قيمته بوجوده فى ذلك المحل ذو المكانة العالية واكتسب شرفا بقطع النظر عن قيمته المادية التى لا تدانى اللوحة المشار إليها وحمله إلى باب السعادة وأتى به.
وقد نقل مؤرخو الإسلام كل واحد منهم طريقا خاصا به ولكن أصح الروايات فيما بينهم رواية مؤلف «نزهة الناظرين» إذ قال والكوكب الدرى، قطعة من الماس الفاخرة وأصغر قليلا من بيض الحمام، وتحتها قطعة من الماس الأخرى وإن هذه الأخرى أكبر من الجوهرة التى فوقها، ويقدرون قيمة الكبيرة منها بثمانين ألف قطعة ذهبية.
قال العلامة الشيخ مرعى بن يوسف الحنبلى فى كتابه «كانوا وضعوا الكوكب الدرى مكان المسمار الفضى أى وضعوه فى محاذاة مواجهة السعادة، كان المسمار المذكور مزينا بالذهب وكان فوق رخام أحمر اللون وكان يقال لهذا الرخام الكوكب الدرى أيضا والمسافة بين هذا الرخام والمبدأ الغربى لحجرة السعادة خمسة أذرع وكل من يستقبل هذا الكوكب يكون قد اتجه نحو وجه السعادة والذين يريدون أن يعرضوا على النبى صلوات كباقات الورد ويريدون أن يقفوا فى هذا المكان عليهم أن يتخذوا الكوكب المذكور أمامهم، وما من مؤرخ أنكر أن هذا المكان يحاذى وجه السعادة إلا أن الشبكة التى مدت حول الحجرة الشريفة حالت دون رؤية ذلك المكان».