لمنصب الإمارة متحدثين عن صلاحيته واستحقاقه للإمارة وتنصيبه شريفا، بل من خصمه الذى يناصبه العداء وهو الشريف أحمد بن غالب كثيرا من الأموال وقدم بعض ما أخذه من النقود الذهبية لأعيان مصر راجيا منهم أن يعملوا على إرسال الأمر العالى بإمارة الحجاز باسم أحمد بن غالب، وحتى لا يطلع الأشراف على هذا الأمر وكيفية سير الأمور أبرز أمر سلطانى مزيف وهرب الشريف القائم مقام (النائب) إلى اليمن وهكذا قد حصل الشريف أحمد بن غالب على منصب الإمارة قبل أن يرد الأمر السلطانى بذلك وأخذ يمد يده إلى أموال الأهالى بحرص شديد وتكتم فاستولى على جميع أموال التجار من سكان مكة المكرمة المجاورين وقتل كثيرين منهم فأخافهم، أرسل رسله إلى المدينة المنورة واغتصب كثيرا من النقود والمجوهرات عن طريق القرض، ثم هرب إلى البلاد العثمانية حتى ينجو من سطوة السلطان القاهرة.
أخذ الشريف أحمد بن غالب فى هذه الواقعة واغتصب كل ما جمع فى الخزانة النبوية من أشياء غالية نفيسة والمعاليق كلها، إلا أنه لم يستطع أن يمد يده للوحة الكوكب الدرى التى كان قدمها السلطان أحمد خان الثالث ابن السلطان محمد خان الرابع بعد أن نظمها.
إن الجوهر الذى يلمع ليلا والذى يشتهر بالكوكب الدرى ظل ماكثا من سنين طويلة فى الناحية التى تواجه الوجه النبوى الكريم من جدار ضريح السعادة لامع الأنوار فجلبه السلطان المشار إليه إلى خزانته على وجه التبرك وأرسل مكانه لوحة ذات جوهر منير.
كان السلطان أحمد خان الثالث أضاف إلى اللوحة المرصعة قطعة كبيرة من الماس، وكانت هذه القطعة من الماس بشدة لمعانها تملأ الجدار بالنور والضياء ومن هنا أطلق عليها (شب جراغ) أى منير الليل وكانت قد اشتريت فى عصر والد السلطان محمد خان الثالث بخمسين ألف دينار خالص العيار وقد أهداها بعد أن وضعها فوق لوحة ذهبية وزين أطرافها (٢٢٧) قطعة ذى قيمة من قطع ما سبق