من الفضة وفى سنة ثمانمائة أربع وثمانين أيضا (٧٤٥) درهما من قنديل فضى وفى ظرف هذه المدة أرسلت (١٣٠٠٠) قطعة عملة ذهبية وظل مهدى هذه المبالغ مجهولا فى نظر التاريخ ويا للأسف!! أن أمير المدينة حسن بن الزبير بن المنصور قام فى سنة (٩٠١) هـ ضد شريف مكة محمد بن بركات وأعد بعض المجرمين المسلحين فى السادس من ربيع الأول من نفس السنة وفى وقت الظهر دخل الحرم الشريف وقد أعد أدوات الحفر مثل الفأس والمجرفة وكسر باب خزانة حجرة السعادة ونهب جميع تلك الأشياء الثمينة كما أخذ مبلغ (١٣٠٠٠) المحفوظ فى الخزانة لصرفه على لوازم مسجد السعادة وانسحب إلى قلعته التى تسمى حصن الأمير ومعه تلك الأموال وأحضر الصياغ من السوق وأذاب جميع القناديل المصنوعة من الذهب والفضة.
وأدخل حسن بن الزبير كثيرا من أراذل الناس فى الحرم الشريف لينهبوا الخزانة النبوية وحملهم ما اغتصبه من القناديل كما حمل حصانين وبغلا بما اغتصبه ولما كان قد بقى تسعة أجولة من الفضة جاء بالحمالين من السوق وحملهم بها، هذا ما يروون.
قد جمع بعد هذا الحادث الحزين كثيرا من الأشياء النفيسة تزيد على العد والإحصاء فى حجرة السعادة وقد ذهب أكثر هذه الأشياء فى فتنة (١٠٩٩) وذلك بسبب إساءة محافظ جدة فى ذلك الوقت محمد بك أبو الشوارب.
لأن الشريف أحمد بن زيد الذى نال منصب الإمارة الجليلة فى عصر السلطان أحمد خان الثانى ابن السلطان إبراهيم مرض فى سنة (١٠٩٩) هـ واستدعى أشراف مكة قبل وفاته ووصاهم بأن ينصبوا نائبا له باتفاقهم قبل أن يرد الأمر من السلطان بذلك وأن يبذلوا جهودهم لحفظ حوالى الحجاز وحراسته بهذه الطريقة، ونصب محافظ جدة أبو الشوارب نائبا قبل أن ترد الإرادة السنية من باب السعادة وذلك باتفاق الأشراف ووصية الشريف أحمد بن زيد.
وأخذ-ليس من الشريف الذى بعث الأهالى طلبا إلى باب السعادة يرشحونه