للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدعى بعض المؤرخين بناء على ما تلقوه من المنابع الموثوقة من الأدلة المروية أنه عندما أخرجت تلك القناديل من خزانة حجرة السعادة قد احتفظ‍ أحد المشايخ من مشايخ الحرم النبوى المرعى الخاطر ببعض تلك المعاليق وأنفقها فى وجوه البر والخير. وبعد عهد شمس بن زمن اتخذ ملوك الزمان مرة عادة إهداء الهدايا إلى حجرة السعادة ومن هذا القبيل ما أرسله إلى المدينة المنورة ناصر بن محمد بن قلاوون المصرى فى زمن سلطنته قنديلا فى غاية الجمال فى الصنع وفى الزينة ليعلق فى وسط‍ قبة حجرة السعادة.

وفعلا علق ذلك القنديل وفق رأى ذلك الملك وتصويبه فى قبة الحجرة المسعودة ثم علق فى مكان مقابل محراب النبى بناء على استئذان شيخ الحرم شاهين جمالى بعد فترة.

كان ذلك القنديل الذى لا مثيل له قد صنع من صلب مذهب مزينا فى غاية الزينة وكتب على أطرافه دائرا ما دار قد جاء بهذا القنديل محمد بن قلاوون وعلقه وكلما أوقد كان يصدر من صقل صنعه نور مشع كأنه مصباح مصنوع من الجوهر وكان يغشى داخل حرم السعادة بأمواج الأنوار.

وإن كانت القناديل التى قدمت بعد ناصر بن قلاوون لا يعرف من أهداها ولا تاريخ إهدائها إلا أنه فى عصر الإمام السمهودى كان فى الحجرة المعطرة ثلاثون قنديلا من ذهب والباقى من الفضة ويبلغ عدد القناديل الكلية إلى ثلاثمائة خمسة وسبعين قنديلا وكان ثقل القناديل الفضية ستة وأربعين ألفا وأربعمائة ألف درهم، وورد فوق هذا فى سنة (٨٦٧) هـ‍ ذهبا فى ثقل (١١٥٥) درهم ذهبا فى ثقل (٨٨٥) درهم فضة، ومن سنة (٨٦٢) إلى سنة (٨٦٩) ذهب فى ثقل (٢٢٥) درهم وقناديل فضية فى ثقل (١٢٧٥) درهما كما ورد فى سنة ثمانمائة إحدى وثلاثين (٤٢) درهما ذهبا و (٩٥٠) درهما من الفضة وبعده بسنة (١١٥٥) درهما فضة وفى ثمانمائة ثلاثة وثمانين ورد (٢٠) درهما ذهبا و (١١١٣) درهما

<<  <  ج: ص:  >  >>