الرسالة حتى صارت فى غاية الروعة وبهذا قد تراكمت فى الحجرة المنورة ذات الفيوضات الباهرة أشياء نفيسة وثمنية أكثر من العصور السابقة.
وكان فى خدمة الحجرة الطاهرة ضابط يسمى «مستلم» مكلف بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من النفائس التى سرقت من دار السكينة وقام ذلك الشخص بمهمته وأنقذ بعض ما يمكن إنقاذه، وبعث السلطان محمود رسولا خاصا لجلب ما أضير من قطعتين من الثريا المرصعتين بالزمرد والجوهر إلى إستانبول وبعد تعميرهما أعادهما إلى موقعهما المحترمين كما أرسل معهما ثلاث قطع من الثريا نفيسة من عنده دليلا على مناقبه العالية.
وكانت إحدى الثريتين اللتين بعثهما السلطان محمود بعد صنعها مرصعة بماسة عريضة على مينا زرقاء وبنية ومزينة بالطغراء ذات سلسلة ذهبية وطرة على شكل بيض النعامة والأخرى قد رصعت من قطع الماس فوق الذهب وذات قطع ثلاث من الزمرد وذات طرة لؤلئى وسلسلة ذهبية.
ولها أرضية مصنوعة من قطعة واحدة من زمرد حتى يعلق عليها وأعلاها مرصع بالماس والياقوت على شكل غطاء علبة وذات تعليقه على شكل تاج، وكانت الثالثة على أرضية من مينا بنفسجى وعليها قطع مصنوعة من ماس «روزة» ذات سلسلة ذهبية وطرة لؤلؤية وعلى شكل بيض النعامة.
ولما كانت تلك الثريات غاية فى النفاسة والقيمة استقبلت فى حين وصولها إلى مدينة الرسول بتعظيم كامل وتفخيم وتبجيل وعلقت فى الأماكن المناسبة، كما أهدى فيما بعد السلطان عبد المجيد خان زوجا من شمعدان مرصعتين بالذهب وذات سمات ملكية تليق بالخليفة.
وهذه الأشياء سواء أكانت القناديل والثريات أو ما أرسل من طرف السلطان مراد الرابع والسلطان أحمد خان-عليهم الرحمة والغفران-من القناديل الذهبية والشمعدانات أو ما أرسله السلطان عبد المجيد خان والسلطان الحالى صاحب المفاخر من شمعدانات مرصعة من الذهب والفضة وأشياء أخرى ذات قيمة