الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فى مسجدى» هذا يعنى أن مكة المكرمة أفضل من المدينة المنور.
ويقولون إنها أفضل لأن ماء الحياة الطاهر تفجر من هذا المنبع، وأن نور الإسلام الذى أشرق على الكون من ذلك البرج الرفيع انتشر وأضاء ولقد أنعم خالق الكون على هذه البقعة المقدسة بكثير من الفضائل الجليلة والخصال الحميدة.
كما أن المسجد الحرام سيد كل المساجد، وكما أن موضع الكعبة المباركة قبلة الأحياء والأموات وهى سيدة كل البيوت المقدسة. وهو مهبط الوحى الجليل ومجمع الأنبياء وفيه دفن الرسل والأنبياء كما أنه يفضل كل البلدان بموجب الآية الآتية: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ (٩٦) فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً} (سورة آل عمران:٩٦).
وفى هذا المقام لا تستطيع أن تستبعد هذا السؤال الذى قد يجول بذهننا وهو هل يمكن الجمع بين هذه الآية الكريمة والآية العظيمة {طَهِّرا بَيْتِيَ}(سورة البقرة:١٢٥).
بمعنى أن ملكية البيت المعظم أضيفت إلى الناس فى الآية الأولى وفى الثانية أضيفت إلى الله سبحانه وتعالى.
وإذا أمعنا النظر فى هذا الموضوع وفكرنا قليلا يمكننا الإجابة على هذا السؤال على النحو الآتى:-
كان الله-سبحانه وتعالى-يشير فى هاتين الآيتين إلى الآتى: «أيها المؤمن الموحد إذا كان البيت الحرام هو بيتى فإننى لم أضعه ولم أقمه لنفعى لأننى لست بحاجة إليه بل إننى وضعته لك أنت حتى يكون قبلتك عند ما تتوجه إلى بالدعاء.
ويذكر البيت الشريف فى الآية الكريمة {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ}(سورة آل عمران:
٩٦) بلفظ مبارك ويفهم من هذا أن للبيت الأكرم أفضال أكثر من أى بيت.