ويقول سيدنا على-كرم الله وجهه- «ومن دخله كان آمنا» أنه أول مكان اختصه الله-سبحانه وتعالى-بالأمان وبالبركة ويقول الحسن البصرى-رضى الله عنه-إن البيت الأكرم هو أول بيت خلق للعبادة على وجه الأرض ويقول الإمام مطرف إن البيت المحترم جعل أول قبلة للناس.
وكل هذه الأقوال تؤكد أن فضائل الكعبة المعظمة لا تعد ولا تحصى.
وفى الآية الكريمة-سالفة الذكر-كلمة «مبارك» الشريفة وهذا اللفظ الجليل يعنى أن هذه البقعة الشريفة مباركة إلى الأبد وأن بركتها فى تزايد مستمر فى كل لحظة وفى كل زمان وستدوم إلى الأبد.
ولأن الماء يدخلها باستمرار يشبهونها بحوض ماء العرض الإلهى، من استخدام لفظ البركة وتشبيه البيت الأعظم بالحوض هو الإخبار عن دوام وبقاء وزيادة ونمو خيرات بيت الله والفضائل التى تدل على ذلك لا حدود لها وإنه بركة ونمو وتزايد.
وفضل الطاعة والعبادة بها يفوق أداء الطاعات والعبادات فى بقية البلدان وهذه الزيادة سمة جليلة يختص بها البيت الحرام.
هناك أحاديث كثيرة تفيد هذا المعنى والأحاديث الآتية التى سنذكرها تبين اثنان منها تزايد بركة الصلاة، والآخران يبينان تزايد بركة الحج. وهذه الأحاديث هى قوله صلى الله عليه وسلم فيما معناه.
«أن فضل المسجد الحرام بالنسبة لمسجدى هذا كفضل مسجدى على سائر المساجد» و «أن الصلاة فى مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه» و «من حج فلم يفسق ولم يرفث خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» و «وأجر الحج المبرور الجنة»(حديث شريف).
وعلى هذا التقدير يجب علينا أن نتصور أن المؤمنين الذين يقفون للصلاة جاعلين الكعبة الشريفة نقطة التوجه ويحيطون بها فى صفوف متلاحقة، يجب