-رضى الله عنها-ومقام جبريل قاضى الشام نجم الدين أفندى، إذ جاء نجم الدين أفندى لأداء الحج مع قافلة الشام ورأى اقتحام الناس حجرة السعادة مزدحمين فأفتى بغلق الأبواب، وإن كان ولى الدين العراقى أفتى بعد فترة بفتح الأبواب ففتحت أبواب الحجرة الشريفة إلا أن نجم الدين أفندى أفتى فتوى جديدة فى سنة ٨٢٨ هـ وأغلق أبواب حجرة السعادة.
واستصوب فى تلك الفترة الإمام السمهودى أن تظل أبواب الحجرة الشريفة مفتوحة لزيارة الناس، ووقف كثير من علماء المدينة الميمونة ضد الفتوى الصادرة من قاضى الشام نجم الدين أفندى وأيدوا الفتوى التى أصدرها ولى الدين أفندى العراقى وصدقوا الإمام السمهودى إلا أنهم لم يستطيعوا أن يقنعوا موظفى الحكومة فظلت أبواب الحجرة المعطرة مغلقة.
قال الإمام السمهودى لأحد أحبابه وهو يبين وجهة نظره فى فتح أبواب الحجرة المعطرة «يا أخى، إن إغلاق أبواب حجرة السعادة يؤدى إلى تعطيل ذلك المكان والناس يمسون هذا المكان أو ذاك بنية الاستعارة ويعطون ظهورهم لشبكة السعادة وهذا غير لائق، ورأيى أن تفتح أبواب حجرة السعادة حتى يحال بين الناس وبين ارتكاب الحرام، وهذا موافق لحكم الشرع وبهذا ندفع المكروه، وكنت أبحث عن طريقة للحصول على إرادة سنية من الملك الأشرف قايتباى الذى أتى إلى المدينة سنة ٨٨٠ هـ للزيارة لفتح أبواب حجرة السعادة وقد قام بأداء مراسم الزيارة من مكان قريب من باب السلام ناهيك عن دخول الحجرة المعطرة، وفى النهاية تقربت منه وقلت له بعد أن مهدت بمقدمة مناسبة لو كنت دخلت فى الحجرة المعطرة لنلت من الفوائد الدينية والدنيوية وأردت بهذا النهج الإشارة إلى لزوم دخوله إلى الحجرة المعطرة.
فقال لى «إذا أمكن زيارة صاحب الرسالة-عليه السلام-من مكان أبعد لما تجرأت أن أقترب منه بهذا القرار» ولما سمعت رد قايتباى المصرى هذا اضطررت للسكوت وإذا كنت قلت له لو أمرت برفع بدعة إغلاق الأبواب كان من البديهى أن إجابته بجواب الرفض وهذا لا يحتاج إلى تفكير عميق. انتهى.