إن فكرة الإمام السمهودى هذه صحيحة جدا ومخلصة، إلا أن ذاته الفاضلة لو أدرك العصور التى ظلت أبواب حجرة السعادة مغلقة ولم يعن فيها تطهير حرم السعادة وتنظيفه مع وجود كثيرين من الخدم لمسجد السعادة والأوقات التى تعقد فيها حلقات الاجتماعات حيث يجلس فيها كما يجلس فى الأسواق وحيث ينم فيها هذا أو ذاك العصر الذى يسكت فيه عن هذه البدعة الموظفون الشرعيون والسياسيون لو أدرك تلك العصور لا شك فى أنه كان سيحكم بإصابة القاضى نجم الدين فى فتواه.
وقد أطلق على الشبكة التى أمر بصنعها الظاهر ركن الدين المقصورة فى ذلك الوقت ولكن فيما بعد ترك اسم المقصورة وأطلق عليها الشبكة ولداخلها الحجرة المعطرة ولأبواب المقصورة أبواب الحجرة وللقناديل المعلقة داخل هذه الشبكة قناديل الحجرة المعطرة (١).
تعريف شكل شبكة السعادة وما عليها من خطوط:إن الشبكة التى تحيط بالحجرة المعطرة دائرا ما دار ذات أربعة زوايا وقد صنعت فى غاية الإتقان فى الصنع وفى هيئة مكلفة ودقيقة.
وتتكون جهاتها الشرقية والغربية كل واحدة منها من ست قطع وجهاتها الجنوبية والشمالية كل واحدة منها من ثلاث قطع أى أنها كلها تتكون من ثمانى عشرة قطعة شبكة وفى كل زاوية من زواياها باب ذو فيوضات وكان يطلق على الباب الذى ينظر جهة الشرق أى الباب الذى يوجد فى الجهة الشرقية من الشبكة باب فاطمة من الأبواب الثلاثة التى فتحت للمقصورة فى عهد الظاهر ركن الدين وباب المعلا هذا يفتح ناحية البقيع ويروى أنه قبر السيدة فاطمة-رضى الله عنها يوجد فى داخل هذا الباب ويطلق على الباب الذى فى الجهة الغربية من الحجرة المعطرة باب الوفود وباب التوبة، والباب الذى بباب الوفود ينظر داخل الروضة المطهرة ووجه تسميته بهذا الاسم استقبال وفود العرب ومساكن القبائل فى هذا المكان فى عصر النبى صلى الله عليه وسلم وإكرامهم وإطعامهم فيه، والباب اللطيف