وبينما تتلى منظومة المولد الشريف يسقى السقاة (١) بشراب حلو يروى الجماعة العطشى، ويكسى من اشترط الواقف إتحافهم بالخلع خلعا فاخرة.
تكون فى هذه الجمعية أشواق وشفافية وروحانية بما لا يمكن وصفه، وتتولد دهشة فوق العادة من الأعمدة ذات القباب والخيم والهيئات المرئية للسادة الخطباء فوق الكرسى، دهشة وجدانية فتترك الجماعة غائبين عن وعيهم وعقلهم.
وتعقد عين هذه الجمعية كل سنة فى ليلة السابع والعشرين من رمضان فى مكة المكرمة على أن تعطى نفقاتها من وقف السلطان مصطفى خان المشار إليه.
والجمعية التى تعقد فى مكة المعظمة تعقد فى جهة المحكمة من ساحة المسجد الحرام ذات الفيوضات، ويجتمع فى هذه الجمعية أمير مكة المعظمة ووالى الحجاز والعلماء وجميع الصالحين وإن لم يكن توزيع الشراب فى الزوارق من النظام المتبع فى تلك الجمعية إلا أن من العادة فرش الحرم الشريف وتهيئته، فنائب الحرم يفرش الجهة التى تقع فى ناحية المحكمة بمقدار كاف من السجاجيد والوسائد فى يوم انعقاد الجمعية ويدير مقدارا كافيا من الشراب واللوازم الأخرى ويفيد الحضور الذين اعتادوا المجئ بنفس الكيفية، ويأتى سواء أكان الأشخاص اللذين أخبروا بالأمر أو موظفو الدوائر الحكومية لابسين ملابسهم الرسمية إلى الحرم الشريف ويجلسون فوق السجاجيد التى هيئت كل واحد منهم حسب مراتبهم، وبعد مدة وجيزة توقد المجامر بالعود والعنبر فيمسكونها بأيديهم ويتوجهون إلى مسقط الرأس الشريف للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، إلى الدار التى شهدت ولادة النبى صلى الله عليه وسلم وكل ذلك فى موكب فخم عظيم، إن هذه الدار قد اشتهرت باسم مولد النبى وفى هذا المكان الذى يشبه الجنة تتلى منظومة المولد الشريف وتلبس الخلع بجانبه حسب النظام المتبع.