وبعد ذلك تعود هيئة الجمعية إلى المسجد الحرام ويشرعون فى تلاوة الأدعية المأثورة وينهون الاجتماع بشرب الشراب الذى أعده نائب الحرم.
وقد أضاف لهذه الجمعية فى أواسط سلطنته السلطان عبد العزيز المأكل الحلو والملبس واتخذ إرسال هذه الملابس من باب السعادة نظاما خاصا ومن هنا يرسل كل سنة مع محمل الشام هذه الملابس، وعند عقد جمعية المولد يوزع أطباق منه إلى الحاضرين.
أشرفت فى سنة ١١٠٧ هـ بعض أماكن من سقوف مسجد السعادة على الخراب كما أوشكت بعض أعمدته على الانهيار والخراب، فأبلغ ذلك من قبل بكر أغا شيخ الحرم إلى باب صاحب القرار وبناء على هذا الأمر السلطانى أرسل المهندس سليمان بك إلى المدينة المنورة بمهمة تعمير الأماكن المقدسة التى تحتاج إلى ذلك وأمر والى مصر بتدبير المبالغ اللازمة ولوازم المبانى وإرسالها إلى المدينة المنورة، وتحرك سليمان بك من مصر القاهرة وقد أخذ معه ما جهز من المهمات وما دبر من المبالغ إلى دار الهجرة ووصل إليها فى سنة ١١٠٨ هـ وبقرار وجوه البلاد وكبار موظفى الدولة شرع فى العمل فجدد السقوف المتضررة ومعها اثنى عشر عمودا كما أصلح من مسجد السعادة وبعد أن زين كل جهات حرم السعادة بأنواع النقوش والرسوم، هدم مسجد قباء والمصلى النبوى، ومسجد على، من أسسها وجددها بناءا حجريا جاعلا لها قبابا وأسس بجانب مسجد على مدرسة ودار كتب وسبيلا مشهورا باسم الاسم السلطانى، وبعد أن أتم هذه الأعمال كما فصل فى أماكنها جدد مشهد حمزة-رضى الله عنه-وأتم مهمته بأن طهّر مجرى عين الزرقاء وبئرى على، وعاد إلى باب السعادة وحظى عمله هذا بالابتهاج السلطانى فأحسن إليه حيث رقى إلى رتبة أمير الأمراء.
وقد نظم أحد شعراء المدينة المنورة تاريخا يعرف ما قام به سليمان بك من إحيائه لبعض المواقع وقد كتب هذا التاريخ بعد الاستئذان على قطعة رخام وحك وألصق على عمود بالقرب من باب الوفود.