للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوانى والزوارق لأخذ الماء ولما وصل صياحهم إلى قدر هتك ستارة الأدب فألقى الأساس رأسا حفظت حرمة المسجد.

وبينما كانت أسس هذه الأسطوانات والأسطوانات الأخرى تحفر وتفتح نثر البخور، وأحرقت أقراص الطيب وأنواع أخرى من الطيب، فى نقط‍ وضع الأساطين، وحينما كان يحفر أساس الأسطوانة التى فى ركن الجهة الغربية القبلية للشبكة التى تحيط‍ بالحجرة المعطرة ظهرت بئر تنزل إليها بسلم ذات تسع درجات وكان ارتفاع وعرض كل درجة شبرا واحدا، وكان وليد بن عبد الملك قد حفرها للسيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب-رضى الله عنها-فى دار عبد الله بن عمر-رضى الله عنهما-ويلزم أن تكون هذه البئر مخرج الطريق الذى سده موظفو السلطان قايتباى حتى يمنعوا اختلاط‍ الرجال بالنساء، وكان عمر بن عبدا لعزيز قد أخذ بأمر الوليد بن عبد الملك دار أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب-رضى الله عنهما-التى كانت فى الجهة القبلية من دار عائشة-رضى الله عنها-وأعطى لها فيما بعد فى مقابلها الدار التى يطلق عليها دار عمر بن عبد الله (١).

وكان قد فتح لهذه الدار طريقا إلى مسجد النبى، ظل ذلك الطريق مفتوحا إلى الوقت الذى زار فيه الخليفة المهدى المدينة المنورة ولكن موظفى الحكومة لم يستصوبوا ذهاب المهدى من هذا الطريق إلى مسجد السعادة لأسباب خفية، فسدوا الباب الذى يؤدى إلى المسجد، وفتحوا طريقا من دار عبد الله بن عمر من تحت الأرض حتى شبكة السعادة حتى يدخل المهدى فى داخل المقصورة دون أن يراه أحد، وهذا هو الطريق الذى نتحدث عنه، وقد ذهب المؤرخون إلى أن فى مخرج الطريق الذى فتح ثلاث درجات وأطالوا فى تعريف هذا الموضوع.

ولما كان عدد الدرجات التى ظهرت تسع كما حرر من قبل فيصل خطأ رأى


(١) وسبب تسمية هذه الدار بدار عبد الله بن عمر انتقالها من السيدة حفصة إلى عبد الله بن عمر والدار المسعودة المعروفة اليوم بديار عشرة أقيمت على أرض تلك الدار.

<<  <  ج: ص:  >  >>