المؤرخين إلى درجة الثبوت، حتى إن مقدار ذراع ونصف ذراع من مخرج الطريق الذى ظهر مليا، ولما كان محتملا أن يكون فى هذا المكان ثلاث أو أربع درجات يقتضى أن يكون مخرج ذلك الطريق ثلاث عشرة درجة، وبعد زيارة الخليفة المهدى بعدة عصور أصبحت زيارة حجرة السعادة بهذه الطريقة عادة، ولكن فيما بعد حدثت أشياء منكرة ولم تراع الأدب والحرمة فسد باب المخرج الذى فى داخل شبكة السعادة فى سنة ٨٨٤ وهكذا أنهيت تلك الأحوال المنكرة.
بينما كانت نوافذ الجدار القبلى لقبة المحراب العثمانى تجدد على حالتها القديمة أضيف عقد كبير لتدعيمه وجددت الأعمدة التى تحمل القبة بحجر أحمر ووسعت الجهة العليا من القبة وفتح على أطرافها صفان من النوافذ إحداها فوق الأخرى، وجعلوا أعالى النوافذ مقوسة فظهرت على شكل فى غاية الحسن والجمال، وحتى يقووا ويدعموا القبة التى فوق مواجهة السعادة ركزوا فى الجهة الشرقية من القبة العثمانية أسطوانتين كبيرتين مصنوعتين من الحجر الأحمر مثل الأساطين الموجودة حول الحجرة المعطرة، والقبة العثمانية الجميلة أكبر وأوسع وأكثر زينة من جميع قباب مسجد السعادة ما عدا القبة الكبيرة الخضراء التى تعلو على القبة الصغيرة التى فوق الحجرة المعطرة وقد أسست أول مرة فى عهد السلطان قايتباى عقب الحريق الثانى، وإن كان رمم وأصلح بعض جهاتها فى عهد السلطان محمد بن إبراهيم خان-عليهما الرحمة والغفران-ولكنها سقطت فى سنة ١١٤٧ وانهارت فجددت فى عصر السلطان محمد بن مصطفى بن السلطان محمد خان سنة ١١٤٨ لعدم حرمان هذا المكان من جماعة الصف الأول، بدون أن يركز أعمدة فى الجهة القبلية من الجدار مكتفيا بالعقود الملقاة على الجدار المذكور.
وقد خالف محمد راشد أفندى آمال الأهالى وأفكارهم حيث ركز أربعة أعمدة بجانب باب السلام، وبما أن نقاط هذه الأعمدة قد حرمت من شرف أداء الصلاة