السعادة بطريقة متينة، لم تبق جميع جهاته بدون تعمير عدة قرون فلن يتعرض للمخاطر.
وسيظل مصونا بدون شك حتى إذا قضى الموجودون من الفرقة المنجية الإسلامية عمرهم كله تاركين أعمالهم، الشكر والثناء على ما قام به السلطان عبد المجيد خان من الخدمات ما أوفوا بحقه.
وما أعظم الخدمات التى أسداها هذا السلطان للمسجد النبوى الشريف وما أعظم ما أنفقه من النقود، فما بذله من السعى والجهد إلى أيامنا هذه يفوق بكثير ما بذله ملوك بنى أمية.
وعندما تمت عمليات أبنية السعادة وأصبحت رهن الختام فى سنة ١٢٧٧ هـ فى أواخر ربيع الأول ولم يبق إلا أشياء صغيرة تافهة، وأماكن محدودة للمفتين والمجاورين أولم أحمد أسعد أفندى وليمة للأهالى فى الجبل الأحمر، وكانت وليمة عظيمة حضرها موظفو الحكومة وأكابر البلاد والعلماء والأغنياء ومالا يحصى من الفقراء والمساكين، وتليت منقبة مولد السعادة وعلق على المحجر لوحة كتبت عليها عبارة: «قد أخرج من هنا الأحجار التى احتيج إليها لتجديد حرم السعادة.
وقد وقع تحت النظر فى دفتر إجمال النفقات أنه قد أنفق لتعميرات الأبنية العالية والإنشاءات الجليلة سبعمائة ألف قطعة من الذهب المجيدى وكل قطعة تساوى مائة قرش ومائة وأربعين ألفا من الصرر والدراهم، كما أن ما أرسل من باب السعادة من الألواح الخشبية والحديد والقصدير، والنحاس وأشياء ثقيلة أخرى كان خارج هذا الحساب، وقد استخدم فى العمل يوميا ثلاثة وخمسين عاملا ما عدا الموظفين والكتبة والمهندسين والمباشرين، وهذا التوفيق الخارق للعادة من آثار والد السلطان الكثير المحامد السلطان عبد المجيد خان المشكورة والجميلة.
وما زال أهالى البلاد الحجازية يقدسون روح السلطان المشار إليه ويعرضون