عمر بن الخطاب أمر أن تترك أبواب بيوت مكة مفتوحة فى موسم الحج حتى يسكن الحجاج فى المنازل الخالية، كما كانت لعمر بن عبد العزيز أوامر مشددة إلى أمراء الإمارة الجليلة مكة المكرمة بألا تؤجر بيوت مكة إلى الحجاج.
وقد أجاز الإمام محمد والإمام أبو يوسف أن تباع بيوت مكة مع الكراهة، إلا أن الإمام الأعظم قال إنه مكروه في كل الأحوال».
ويتحدث الباب الثانى-والذى تضمن ثلاثة عشر فصلا-عن بناء الكعبة وتجديدها فيتحدث الفصل الأول عن أوليات بناء الكعبة الشريفة منذ الأزل فيذكر أن بعض الأقوال ترجح أن بداية بناء الكعبة كان من الملائكة المشرفين. وفى الفصل الثانى يتحدث عن بناء الكعبة لأول مرة حتى خاطب الله الملائكة بأنه سوف يجعل فى الأرض خليفة فبينوا المعارضة ثم ما لبثوا أن تابوا وتضرعوا إلى الله أن يغفر لهم ولاذوا بالعرش العظيم فأمرهم الله أن يطوفوا بالبيت المعمور وأن يقام بيت مقدس على وجه الأرض لذا أرسل سبحانه وتعالى عددا من الملائكة لإنجاز هذا الأمر وخاطب الملائكة بقوله «شيدوا على وجه الأرض بيتا معظما، وعند ما يطاف بالبيت المعمور في السماء، يطوف أيضا أهل الأرض بهذا المقام الرفيع الذى ستقيمونه على وجه الأرض».
وفى الفصل الثالث يتعرض المؤلف لذكر وقائع بناء الكعبة للمرة الثانية والذى قام بهذا العمل هو أبو البشر سيدنا آدم (عليه السلام)؛ذلك أن سيدنا آدم لم يستطع سماع صوت تسبيح الملائكة وتهليلهم بعد هبوطه بمدة، فاغتم لذلك بذلك فعرف ما فى ضميره حضرة علام السر والخفايا وجأر بالشكوى قائلا:«يا إلهى لا أسمع صوت تسبيح وتهليل الملائكة الكرام».
وبناء على هذه الشكوى صدر الخطاب الشريف من الله عز وجل: «يا آدم إن الزلة الصادرة منك هى المانع أن تجد أساسه وتقيم عليه بيتا مباركا، وقام سيدنا آدم بتعلية الأساس للبيت الشريف إلى أن ظهر فوق الأرض، واستخدم في هذا الأحجار التى جلبتها الملائكة الكرام من جبال لبنان وطور سيناء، وطور زيتا، والجودى، وحراء، ثم وضع فوقه البيت المعمور الذى جئ به من الجنة.