أما تجديد البيت للمرة الثالثة فكان من نصيب أبناء سيدنا «شيث» بن سيدنا آدم -عليهما السلام-وأولاده وأحفاده، ذلك أنه بعد غرق الأرض فى الطوفان العظيم زالت آثار البيت الحرام ولكن بعد انحسار الماء ظهر الأساس القديم للبيت الشريف وقام أحفاد شيث-عليه السلام-بتعميره وتجديده من حين لآخر.
وفى الفصل الخامس يستعرض المؤلف بالتفصيل ترجمة سيدنا إبراهيم الخليل- عليه السلام-من بداية مولده ونشأته ثم مرورا بنبوته، ثم ما حدث له فى الحريق العظيم وكيف أنجاه العظيم-جل شأنه-من هذا الخطر العظيم، وكذلك يحدثنا عن قصة سيدنا إسماعيل وواقعة فدائه بكبش عظيم من قبل الحق سبحانه، بين لنا فيها كيف كان خلق الأنبياء تجاه ربهم وهى الطاعة الأصيلة، الطاعة الواثقة فى قدرة الله ورحمته وكيف أطاع إسماعيل أمر ربه وأمر أبيه بتكليفه بذبحه وكيف صبر الإثنان على هذا الأمر واحتملاه.
ومن الطريف بمكان فى هذا الفصل حديث المؤلف عن بئر زمزم وأسمائها وسبب إطلاق هذه الأسماء على زمزم الشريف، فقد أحصى العلماء لبئر زمزم ثلاثين اسما وبينوا سبب إطلاق كل اسم منها وهنا أمثلة على ذلك:
١ - زمزم: سبب التسمية قوة ماء البئر وتدفقها فزمزم اسم للبئر، وليس للماء الشريف.
٢ - همزة: ومعناها الضرب إيماء إلى أن جبريل الأمين قد ضرب الأرض بكعبه أو بجناحه على قول آخر فانفجر ذلك الماء.
٣ - شباعة عيال: لأن أهل الجاهلية اعتادوا أن يشبعوا أولادهم حتى يرتووا.
٤ - مضنونة: وسبب التسمية لأن المنافقين لا يشربون منها حتى يرتووا.
٥ - بشرى: لأن الله-سبحانه وتعالى-بشر المؤمنين الذين يشربون ويرتوون من هذا الماء تكتسب بطونهم نورا وينجون من نار جهنم.