وينتهى عند منزل ابن هشام، كان هذا الرصيف يمتد إلى نهاية مسجد السعادة بطريق الجهة الشرقية عن طريق بقيع الغرقد إلى منزل المغيرة بن شعبة ومن الناحية الشامية إلى نهاية مسجد السعادة كما قلنا، وكان أحد الجهتين يتصل برصيف باب الرحمة فيعود من هناك وينقطع عند الدار الكبيرة التى تنسب لعثمان بن عفان لأن الأبنية التى فى الجهة القبلية من مسجد النبى صلى الله عليه وسلم بنيت ملاصقة للأبنية المقدسة لذلك لم تكن فى هذه الجهة أرصفة، وبناء على هذا التعريف فإن الرصيف الذى كان ينتهى إلى المصلى النبوى كان أكبر الأرصفة وكانت جهتاه مزينتين ببيوت عالية، وكان فى الجهة اليسرى لمن يتوجهون إلى مسجد السعادة من مصلى العيد النبوى منزل إبراهيم بن هشام وفى الجهة اليمنى التى تميل إلى الغرب يوجد منزل سعد بن أبى وقاص، وكان يفصل بين هذين المنزلين طريق كبير.
والجهة اليمنى من منزل سعد بن أبى وقاص كان المنزل الذى أخذه من الإمام أبى رافع وفى الجهة اليسرى أيضا بيت منسوب للمشار إليه وكان يفصل بين هذين المنزلين طريق فى عرض عشرة أذرع. وكان حضرة سعد قد وقف جميع هذه المنازل فى حياته.
وكان فى اتصال منزل سعد الثانى وفى الجهة الشامية دار مشهورة بدار نوفل بن مساحق العامرى منسوبا إلى آل خراش من بنى عامر بن لؤى. كما أن خلف هذا المنزل كان «مكتب العودة» متصلا بمسجد بنى زريق. وكان فى الجهة اليمنى من منازل آل خراش الدار التى يطلق عليها «منزل حفصة» وفى الجهة القبلية من هذه الدار. دار عمار بن ياسر وفى جهتها الشرقية دار عبد الرحمن بن الحارث، وفى الجهة القبلية من هذه المنازل مسجد «بنى زريق» وفى الطرف الشرقى منها شارع «دار عبد الرحمن بن الحارث» ودار أبى هريرة-رضى الله عنه-فى هذا الصف، ولكن تلك الدار ستذكر فى الطريق الذى كان النبى صلى الله عليه وسلم يعود منه من صلاة العيد، وإذا ما دخل الآن من باب المدينة المنورة إلى داخل المدينة واتجه ناحية مسجد السعادة فأول زقاق يصادفه الإنسان أرض دار عبد الرحمن بن