أيضا فى سنة ٧٦٢ هـ ولما كان مسجد مصلى النبى صلى الله عليه وسلم فى مدخل حديقة عريضية كان الدخول فى هذه الحديقة يتم من داخل المسجد الشريف وكانت ساحة المسجد الشريف تلوث بسبب الحيوانات التى تدخل وتخرج من وإلى الحديقة ووصلت القذارة أحيانا إلى كل مكان لدرجة أن المصلين لا يجدون فيه قبة لأداء الصلاة.
فاستدعى الأمير إينال صاحب الحديقة واستأذنه وصنع للحديقة بابا آخر. وصنع للمسجد سقفا مخصوصا وفتح للشبكة التى فى الجهة الغربية بابا فى جدارها وجعل دهليزا خاصا لدخول الحيوانات. وبما أن الحيوانات منعت من الدخول لحرم مسجد النبى صلى الله عليه وسلم فى المصلى ظل دائما نظيفا؛ وفى سنة ٨٦١ هـ وبما أن باب مصلى العيد كان خاليا من المصراع فتحوا بابا فى مواجهة المحراب لجداره الشامى. وركبوا لبابه القديم مصراعا؛ وكان للباب الذين فتح حديثا من خارجه مكان يصعد إليه بسلم؛ وعمرت صفة ذلك المكان اللطيف فى عهد الأشرف إينال تحت نظارة الأمير برد بك فى سنة (٨٦١) وكان الأئمة الذين يؤمون الناس فى صلوات الجمع والأعياد والخطباء يجلسون فى هذه الصفة. بينما كان الأمير يرد بك يعمر هذه الصفة جعل للخارجية فاعتاد الأعيان من أهل السنة أن يجلسوا فى هذا المكان من الأئمة والخطباء وعندما يحين وقت الصلاة كانوا يدخلون فى المسجد.
أول من قام بالإمامة والخطابة تحت هذه السقيفة من قضاة أهل السنة هو العلامة «سراج الدين أحمد-رحمه الله-الذى عينه منصور قلاوون الصالحى وأرسل إلى المدينة المنورة سنة ٦٨٢ هـ وبما أن جميع القضاة والخطباء قبل سراج الدين أفندى كانوا من طوائف الزنادقة قد تعرض سراج الدين أفندى من أفراد الزنادقة لكثير من التحقير والإهانة كما عرف ذلك فى الصورة العاشرة من الوجهة الأولى والصورة العاشرة من الوجهة الثالثة.
ابن فرحون من المؤرخين الذين أدركوا الدور الذى ظهر فيه أفراد الزنادقة على أهل دار السكينة وتغلبوا عليهم. وقال فى تاريخه: «إننى رأيت بنفسى ما ألحقته طائفة الملاحدة لائمة أهل السنة من الإهانات رأى العين، كانوا يرجمون