أئمة أهل السنة الذين يصلون فى المحراب والخطباء الذين يخطبون على المنبر وبلغ من جرأتهم وغلوائهم أن الأئمة الذين يؤمون المصلين فى صلاة العيد كانوا لا يستطيعون أن يخرجوا من الباب الرئيسى بل يخرجون من الأبواب الصغيرة التى فتحت فيما بعد. ولا يستطيعون أن يخطبوا مواجهين الجمهور وكانوا يصعدون من سلم الصفة التى عمرت فى عهد الأشرف إينال ويخطبون وهم يستدبرون القبلة؛ ولكن السقيفة التى صنعت فيما بعد من قبل أمير المعمار برد بك تحول دون رؤية وجه الخطيب، وإلقاء الخطبة بهذا الشكل كان مخالفا للسنة النبوية الشريفة إلا أن إلقاء الخطباء خطبهم بهذا الشكل كان مبنيا على رأى الأهالى الذين يرددون أن النبى صلى الله عليه وسلم قد ألقى الخطبة فى ذلك المكان الميمون.
وبعد أن غلبت طائفة الملاحدة الرذيلة على أمرها، تركت الحالة السابقة كليا وأخذت الخطب تلقى على الوجه المسنون».
إن المعبد اللطيف الذى ذكرناه طويلا سابقا مازال موجودا إلى يومنا هذا ويعرف باسم «مسجد النبى» ويشتهر بذلك.