وعلى كل من يريد أن يعرف المحل المقدس الذى أدى فيه النبى صلى الله عليه وسلم الصلاة أن يزور العمود الثالث بعد دخوله المسجد وأن يؤدى بجانبه أربع ركعات تحية، وهذا العمود هو أقرب مكان إلى ساحة المسجد أى إلى الميدان المكشوف.
وقد بنى مؤخرا إلى الجانب الشرقى من هذا العمود محراب وكان هذا إشارة مصلى النبى صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن المحراب الذى بنى فيما بعد كان قبل تحويل القبلة وأنه يومئ إلى المكان الذى كان يؤدى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم صلاته، إلا أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يؤدى صلاته فى ذلك المسجد بعد تحويل القبلة فى الجهة الشرقية من العمود الثالث اعتبارا من الساحة الرملية للمسجد المذكورة.
ولا شك فى صحة هذه الرواية إلا أن المسجد وسع فيما بعد وتغير مكان الأسطوانة المعلقة وإذا عدت الآن الأساطين القائمة بناء على تعريف المؤرخين فمن الصعب العثور على العمود الذى يشير إلى المصلى النبوى بل من المستحيل؛ وخاصة أن باب المسجد فى ذلك الوقت كان خلف منزل سعد بن خيثمة، وفى زماننا هذا الباب مسدود ومجهول الموقع؛ لأجل ذلك ركزوا عمودا خاصا علامة على مصلى النبى صلى الله عليه وسلم؛ وبناء على هذا لا يقتضى عد الأعمدة بل البحث عن العمود الذى ركز إشارة وعلامة للمصلى النبوى. وإن كان قد وضع على أحد الأعمدة المتصلة بالساحة الرملية محراب وكتب على طاقه الآية الكريمة.
إلا أن هذا المكان ليس المصلى النبوى بل مكان نزول الآية الكريمة المذكورة.
وفى مواجهة هذا المحراب الذى كتبت على طاقه الآية الجليلة حظيرة من خشب عليه قبة مكسوة بالرصاص، وأخبرنا ابن جبير أن هذه الحظيرة مبرك ناقة النبى صلى الله عليه وسلم، إلا أن المؤرخين الآخرين ترددوا فى تصديق رواية ابن جبير.