السعادة ونبه بإجراء اللازم، وبعد ما أتم سليمان بك تعمير مسجد السعادة وجدده قام بتجديد جدران مسجد قباء ومئذنته بعد ما هدمهما. وبنى قبة على أربعة أعمدة فوق مبرك الناقة ثم بنى خارج المسجد سبيلا وعدة دور للخلاء وحفر فى ساحة المسجد الرملية بئرا عميقة تمد السبيل ودور الخلاء بالمياه وهكذا أوفى مهمته على أحسن وجه فى سنة ١١١١ هـ.
ودام هذا التعمير ١٣٣ سنة وأهمل المسجد نتيجة لتقلب الزمن وساءت حالة المسجد أكثر لغض المدينة النظر عن حالة المسجد حتى أوشك على الانهيار بغتة، فعرض الأمر على عتبة السلطان محمود خان بمحضر عام فى سنة ١٢٤٤ هـ.
فما كان من السلطان محمود إلا أن ببناء المسجد بعد هدم جميع مشتملاته.
وبناء على ذلك سافر إلى المدينة المنورة المهندس عزت خليفة وأمين البناء وحيد أفندى بعد ما تم اختيارهما تعيينهما من قبل الباب العالى. وبمجرد وصولهما ثابرا فى إيفاء مهمتهما فهدما مسجد قباء مع قبابه وجدرانه بالكامل وجددوه. فى صورة محكمة قوية. وكانت أعمدة المسجد المذكور أصبحت فى حالة غير لائقة للاستعمال فهدمها وحيد أفندى وجددها.
وهدم كذلك المحراب القديم محراب النبى، ومحراب منزل الآية، وقبة مبرك الناقة، وسبيل محمد باشا وجددها على طراز جديد. وأمر بكتابة الأبيات التى أرسلت من باب السعادة فوق طاقات هذه الآثار الشريفة. والأبيات التى كتبت فوق عقود الآثار الشريفة هى: البيت الذى لا نظير له والذى كتب على طاق محراب الكشف:
«أصبح طاق الكشف لمحراب النبى علما ومن هنا انكشفت أرض الحرم لحضرته»
البيت المؤثر الذى كتب على محراب مبرك الناقة:
إن اسم هذا الموضع الطهور مبرك الناقة فأصبح قصوى جوا لآيات السلطان مولاك»