للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطور سيناء وطور زيتا وجودى، وحراء» ثم وضع فوقه البيت المعمور الذى جئ به من الجنة. وقد ضبط‍» وهب بن منبه (١) «الجبال الخمسة المذكورة بحيث تكون جبال: لبنان، وطور سيناء، طور زيتا، أحد، وثبير» ووضع بعض الرواة فيما نقلوا جبل جودى مكان جبل «أحد» وجبل حراء مكان جبل ثبير.

ويروى المؤرخون أن الحجر الأسود نزل أيضا مع البيت المعمور ليكون كرسى أبى البشر عليه السلام.

تفصيل: كتب المؤرخون كلمات كثيرة فى كيفية تكليف سيدنا آدم ببناء البيت وتحديد الصورة التى سيكون عليها بناء بيت العزة وبمعاونة من سيكون تأسيس تلك البقعة السعيدة؟ وكيف حج سيدنا آدم عليه السلام؟

ولما كان هذا الموجز لا يكفى لاستيعاب كل الروايات المنقولة فقد رئى أنه من الصواب نقل وبيان الروايات باختصار، مازجا بين مختلف الروايات.

عندما أمر موجد الكائنات-تنزهت ذاته عن الإدراك والإثبات-ببناء الكعبة المكرمة بواسطة أبى البشر-عليه السلام-خاطبه قائلا: يا آدم ابن لى بيتا تحت العرش، وعليك بالطواف حول البيت الذى أمرتك ببنائه، مثل طواف ملائكة السماء بالعرش الأعظم، وإننى أستجيب لدعاء أولادك وأحفادك المطيعين والمنقادين الذين يتوجهون بالدعاء إلى بجوار هذا البيت الذى لا مثيل له».

وعند ما تأوه سيدنا آدم مظهرا عجزه قائلا: «يا إلهى كيف يمكننى-بمفردى أن أبنى وأؤسس البيت الشريف الذى أمرت ببنائه وأنى لى أن أجد محاذاة العرش الأعلى؟! إن عجزى وعدم قدرتى واضح فى تنفيذ هذا الأمر».

فأوحى الله-سبحانه وتعالى-له وأمره بالنهوض فورا والذهاب إلى وادى غير ذى زرع. فى مكة المكرمة برفقة ملاك وألهمه بالشكل الذى سيبنى عليه البيت الحرام.

وبناء على ذلك تحرك آدم-عليه السلام-من المكان الذى كان به، وكلما مر بمكان يرى فيه بدائع خلق الله وحسن تنسيقه والأشكال العجيبة كان يبدى رغبته


(١) كنى وهب بأبى عبد الله الزمارى وتوفى سنة ١١٤ هـ‍ أو ١١٦ منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>