كان يتمناه عثمان-رضى الله عنه-وكأنه أومأ بهذا بأنه سيدفن فى بستان حش كوكب وسيلحق هذا البستان فيما بعد بمقبرة بقيع الغرقد وأخذ الأهالى يدفنون موتاهم فى هذا البستان وألحقوه بمقبرة بقيع الغرقد.
وقد أبتلى كل واحد من قتلة عثمان بالجنون، وهلك كل منهم إثر فضيحة لحقت به، وقد ندم قتلته على ما ارتكبوا من جريمة شنعاء والتجئوا إلى مسجد السعادة يعرضون ندمهم وتوبتهم وأخرج كل واحد منهم مصحفا وأخذوا فى تلاوته بكل خشوع وندم وهم يبكون إلا أنه ظهر على وجه السماء شخص على شكل إنسان وخاطب هؤلاء وهو يقرأ الآية الكريمة:
سعد بن معاذ الأشهلى-رضى الله عنه: إن سعد بن معاذ مدفون فى الضريح الذى ينسب إلى فاطمة بنت أسد بن هاشم الذى فى نهاية مقبرة البقيع، وقد ذهب بعض الناس إلى أن فاطمة بنت أسد مدفونة فى هذا الضريح. إلا أنه من المحقق أنها لم تدفن فى هذا الضريح كما فصل فى موضوع قبرها.
كان حضرة سعد معروفا بكنيته أبى عمرو، ووالده معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت بن مالك بن الأوس الأنصارى الأشهلى، وأمه كبشة بنت رافع، وقد جرح فى ملحمة الخندق جرحا بالغا ولكنه دعا إلى الله أن يمد عمره حتى يرى نهاية يهود بنى قريظة، ولما استجيبت دعوته انقطع نزيف جرحه، أسندت إليه مسألة تحديد جزاء يهود بنى قريظة، فحكم بقتل جميع ذكور يهود بنى قريظة كما هو مفصل فى كتب السير وانفجر نزيف جرحه عقب ذلك وارتحل عن الدنيا، فصلى عليه النبى صلى الله عليه وسلم ودفن فى أقصى مقبرة البقيع وبجانب بيت المقداد بن الأسود فى القبر الذى حفر له.
وكان النبى صلى الله عليه وسلم بجانب سعد بن معاذ حين وفاته ودعا له بأن تصعد روحه إلى