أخيه إبراهيم بن عبد الله، وكان الشاميون يحبونه ويرعونه. قال رباح بن عثمان فى الرسالة التى كتبها إلى أبى جعفر: إن الشاميين يرعون أبا عبد الله بدرجة لا يمكن تعريفها ويسمعون كلامه ويطيعونه؛ لذا يخاف أن يرعى هذا الخلافة أيضا على هذه الفقرة المضرة المفجعة لقلبه أمره المنصور بأن يؤخذ مع آل حسن بن على رضى الله عنهم ويشاركهم مصيرهم.
ولما وصل المسجونون الذين أرسلهم رباح بن عثمان مقيدين فى السلاسل إلى بغداد أحضرهم أبو جعفر كلهم مرة واحدة وعرى أبا عبد الله من ملابسه تماما وتجرأ على أن يأمر بضرب أبى عبد الله مائة وخمسين على جسمه الذى يشبه الفضة المحلاة على جسمه الرقيق اللطيف. وأصابت إحدى ضربات السوط عينه ففقئت وانطفأ نورها ثم ضرب مائه سوط على رأسه فاسود جسده المنير وكأنه جسم زنجى وترك فى هذه الحالة إلى جانب أخيه عبد الله فى السجن.
ولما رأى عبد الله هذه الحالة المستهجنة صرخ قائلا:«أبا جعفر ... أعاملنا الأسرى الذين أخذناهم منكم فى غزوة بدر مشركين بهذه الحقارة!!؟؟» وتهور المنصور الغدار وخجل من هذا الكلام وهذه التورية فأمر بإلقائهم كلهم فى السجن الذى هيئ لهم والذى يعرف بالهاشمية.
وكان سجن الهاشمية سجنا فظيعا، ولا يسمع فى داخله لا صوت الأذان ولا يعرف وقت حلول الصلاة.
ولما كان محمد بن إبراهيم ابن الحسن المسمى بالديباج الأصفر ذا ملاحة وحسن وجمال مسجونا مع الأشخاص المكبلين المسجونين كان أهل العراق يذهبون لزيارته ورؤيته جماعات جماعات وخاف المنصور من ازدحام الزائرين والمشاهدين حتى لا تظهر وعوته بين هؤلاء المسجونين فأحضر الديباج الأصفر، وهدده قائلا: سأقضى عليك بموت لم ير مثيله، ثم حصره بين عمودين وعذبه عذابا شديدا حتى مات أو على قوله قتله بإلصاقه على جدار وقتل جميع المسجونين الهاشميين بطريقة غير لائقة.