ملابس الإحرام المنسوجة من خيوط النور فيزورون البيت ويطوفون به. مرددين «لبيك، لبيك» ثم يذهبون والملك الذى يطوف مرة لا يرجع مرة أخرى.
ويحكى مؤلف «معارج النبوة»،ناقلا من بعض الكتب المعتمدة فيقول: اعتاد الملائكة العظام على الاجتماع داخل البيت المعمور فى أيام الجمعة. وفى أيام الاجتماع يصعد سيدنا جبريل فوق المئذنة، ويؤذن، ويخطب سيدنا إسرافيل، ويؤمهم سيدنا ميكائيل-عليهم السلام.
ويتفاخر كل واحد منهم ملقيا خطبة مؤثرة تتضمن ما يهبونه إلى الأمة الإسلامية وبعد أداء الصلاة يقف جبريل الأمين ويهب ثواب آذانه إلى مؤذنى الأمة المحمدية، ويهب سيدنا إسرافيل ثواب خطبته إلى خطباء الأمة الإسلامية، ويقف سيدنا ميكائيل ويهب الأجر الجزيل الناتج عن إمامته إلى أئمة الأمة الإسلامية، يعلنون ذلك مفتخرين مباهين فى خطب بليغة مؤثرة، كما أن الملائكة الكرام يهبون ثواب صلواتهم التى أدوها إلى الأمة المحمدية ويشهدون على ذلك المقربين الكرام من الملائكة.
وعندئذ يصدر الخطاب الإلهى إلى الملائكة-يا أصناف الملائكة!! هل أنتم تنفقون جواهر السماء التى أنعمت بها عليكم بالمباهاة والفخر بكرمكم وجودكم؟ ألا فاشهدوا أننى حفظت الأمة المحمدية من عذاب الآخرة، وهذا مقرونا برحمتى وعفوى الإلهى.
وهكذا يعود الملائكة إلى أماكنهم محاطين بالألطاف الإلهية، وتنتهى إلى هنا أقوال المفسرين.
وعلى حد قول الإمام الأزرقى أنه عند ما وطأت قدم آدم سطح الأرض صدر إليه الأمر الجليل من رب العزة قائلا: يا آدم إن لى بيتا فى الأرض فى حذاء بيتى الذى فى السماء. وإذا كانت الملائكة الكرام يطوفون حول عرشى فطف أنت وأولادك وأحفادك كذلك حول بيتى فى الأرض، وصل وتعبد حوله.
يا آدم إنى أقمت أول بيت وضع للناس فى بطن مكة، يأتى الناس من كل فج