ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل
قوم مضوا كانت الدنيا بهم ... والدهر كالعيد والأوقات أوقات
ماتوا فعاشوا وعشنا بعد موتهم ... ونحن فى صور الأحياء أموات
ويرى فيهم فئة من الناس يكدون ويكدحون حتى الليل مع ذلك لا يكسبون ما يكفى عيالهم وأولادهم ويتمرغون داخل الفقر والحاجة لا يوصفون فيتحملون الفقر، ويضطربون؛ ومع ذلك لا يشتكون من حالتهم هذه ولا يسعون لتحسين أحوالهم وتأمين مستقبلهم وينتظرون من الله-سبحانه وتعالى الرفيع الدرجات والذى يسر الوصول إلى الآمال-الفرج ويدعون له. وكانوا مثالا للتوكل والاصطبار كما جاء فى المثل الآتى:
«سعف النخيل خير من إسعاف الخليل»
لا تظهرن لعاذل أو غادر ... حالك فى السراء والضراء
فلرحمة المتوجعين حرارة ... فى القلب مثل شماتة الأعداء
وفى الواقع أهم ما يجب أن يعنى به الإنسان أن يسلك طريق حرفة ما حتى ينجو من الذل والحاجة ودواهى الدنيا وأن يعيش أولاده وعياله. ويروى أن حضرة آدم صفى الله اشتغل بالزراعة وأن سبعين نبيا ارتحلوا عن دنيانا وهم جوعى وأن حضرة على-كرم الله وجهه-دعا ربه قائلا: «إللهم صن وجهى باليسار ولا تشن وجهى بالإقتار، فأسترزق طالبى رزقك وأستعطف شرار