وإن كان الرصيف الذى بين مسجد السعادة ومسجد الغمامة ممتدا إلى الباب المصرى؛ إلا أن الجهة التى من مسجد الغمامة إلى الباب المذكور قد اندرست واختلط ترابها بحجارتها لا يعرف أنه رصيف.
ولمسجد السعادة النبوية بابان فى الجهة الغربية وللحجرة المعطرة باب واحد.
وأحد أبواب مسجد السعادة باب السلام والآخر باب الرحمة وإذا قارنا بين السلام من حيث الحجم والزينة والأبواب الأخرى فنجد أنه فى الدرجة الأولى وباب الرحمة فى الدرجة الثانية. ويطلق على الباب الذى فى هذه الجهة للحجرة المعطرة: باب الوفود، وكلما فتح هذا الباب يستخرج من الحجرة المعطرة المصحف العثمانى الذى يحفظ فيها ويتلى. ويشترط فى ذلك أن يكون من يتلوه من العلماء الصالحين. لأن كل من يتلوه يموت فى اليوم الثالث، إذا لم يمت فى اليوم الثالث يكاد أن يكمل سنة واحدة. وقد تلاه السيد عبد الله الدراجى التونسى والسيد محمد ابن السانوسى الفاسى والشيخ عبد الغنى الهندسى النقشبندى وارتحل الثلاثة فى ظرف سنة واحدة عن دنيانا وكانوا كلهم من العلماء العاملين والمشايخ الكاملين.
وإن يشتهر بين الأهالى أن ذلك المصحف هو المصحف الذى كان فى يد عثمان بن عفان-رضى الله عنه-حين استشهاده إلا أن هذا الظن خاطئ. وفى الحجرة المعطرة مصحف آخر يدعون أنه قد كتب من قبل حضرة على بن أبى طالب-كرم الله وجهه-وقد كتب الاثنان على ورقة خضراء بخط كوفى. إلا أن خط المصحف الذى ينسب إلى سيدنا على أرق وأدق من الآخر.
والمسافرون الذين يقومون من بئر على ذاهبين إلى المدينة المنورة يجعلون جبل عير على يمينهم وقمم جماوات على يسارهم ويمرون من الطرف الشامى لمجرى سيل العقيق ويصلون إلى أراضى أبى بريقة المتصلة بالجهة الشامية من جبل عير.
وهناك حقول مزروعة وحدائق نخيل صغيرة وماء عين السرانى. ولكن مجرى عين السرانى قد حفر حديثا فلم تنبت بعد حدئق النخيل على طرفيها.