وبجانب باب العنبرية ركن المعسكر السلطانى والثكنات. وأمام هذه الثكنات طريق واسع على يمين الثكنات السلطانية مبانى مستشفى الغرباء التى بدأ العمل فيها ولكنها تركت قبل إتمامها، وعلى شمال تلك المبانى السور الداخلى وحديقة قاضى ينبع السابق إبراهيم عداد وطريق آخر يؤدى إلى سنح والمساجد الأربعة وإلى نواحى جرف وعقاب والقبلتين وإلى المواقع المختلفة فى خارج المدينة.
وإذا ما ترك هذان الطريقان ودخل من باب العنبرية يقع فى الجهة اليمنى من الباب باب ثكنات الجنود وعلى الجهة اليسرى عمارة والى مصر الأسبق محمد على باشا وإذا ما تجاوزناهما نكون قد دخلنا فى العنبرية.
ولما كان شارع العنبرية أوسع طرق البلدة الطاهرة وأكبرها انتظاما فالحجاج والزوار وقوافل التجار يدخلون دائما من هذا الباب ويخرجون ولما كان ماؤه وهواؤه معتدلين وجيدين فهذا المكان دائم الازدحام.
وعلى الطرف القبلى من هذا الطريق: حوش ظوافير الذى يشتمل على ستين حجرة ذات باب تحتانى.
وأمامه حوش الراعى الذى يشتمل على مائتى حجرة (١) وبجانب هذا الحوش مسجد صغير المئذنة رباط جديد، وفى اتصال الرباط طاحونة آلية ومنزل خاص لمن يديرون هذه الطاحونة من العمال وبجانب المنزل مقهى وتلك الطاحونة مع جميع مشتملاتها وقف أغا باب السعادة المرحوم بهرام أغا.
وكان أمام الطاحونة منزل شيخ الحرم النبوى الأسبق المرحوم خالد باشا. وبما أنه احتيج إليه لوضع مشتملات الطاحونة المذكورة اشتراه بهرام أغا.
وكان أمام المقهى المتصلة بدائرة الطاحونة منزل أحمد أغا من الأهالى، وكان لهذا الحوش ستون حجرة وفناء واسع.
وبجانب باب حوش أحمد أغا دار زوجة أغا الطابور حافظ أفندى وأمامها منازل كبيرة ملك أسرة ظوافير وحوش طويل، وحوش أبى جنب، وفى اتصالهما
(١) وبعض حجرات حوش ظوافير سفلية ولكن أكثرها علوية.