للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إبراهيم قد انتقل إلى رحم أمه فذهب إلى قصر «النمرود» عقب افتراق (أدنى) عن آزر صائحا صارخا يخبر جماعة النماردة الضالين وقال: «مولانا يائسا» لقد قضى الأمر-الآن وذهبت جميع الجهود والمساعى هباء، فذلك الكيان محمود العاقبة قد انتقل فى هذه الساعة-إلى رحم أمه، وأشار إلى نجم لامع ليريه للنمرود (١).وكانت أضواء شعاع هذا النجم قد غطت الشرق والغرب ما بين السماء والأرض، ولم يكن قد رأى أو سمع-حتى ذلك اليوم المنير-عن بزوغ كوكب سعيد كهذا.

وأفاق نمرود بعد فترة من دهشته وسارع بإجراء التحقيقات والبحث اللازم وسعى للقبض على الرجل الذى ضاجع امرأته فى اللحظة التى أنبأ عنها حليد بن عاص الشقى.

ولما لم يستطع أن يتبين ما جرى رأى أن يترك هذا الأمر لحين ولادة الغلام، مع اتخاذ جميع الاحتياطات. وقال: «إذا كنا لم ننجح فى منع انتقال هذا الكيان السعيد إلى رحم أمه فعلى الأقل علينا أن نبذل كل الجهود لنهتدى إليه فى وقت ولادته».

وعند ما آن أوان ولادة سيدنا إبراهيم-عليه السلام-علم المنجمون الأمر، وأبلغو النمرود اللعين قائلين: «سيولد ذلك الكيان السليم الجسم فى أسبوع كذا وفى يوم كذا وساعة كذا».

ورغم الاستمرار فى اتخاذ لوازم الحيطة؛ إلا أن أدنى عند ما أحست بآلام الوضع وأوجاعه ومقدمات الولادة أرسلت زوجها آزر إلى بيت الأصنام لكى


(١) وقد ظهر نجم يشبه لهذا النجم عند ما ألقى إبراهيم عليه السلام فى النار إلا أنه لم يكن مثل الكوكب الذى طلع عند ما استقر إبراهيم فى رحم أمه؛ ولكنه كان مثل الكوكب الذى ظهر فى زمن نوح عليه السلام.
يقول الإمام ربانى فى رسالته الثامنة والستين من رسائله «هناك مذنب سيره نحو الشرق وظهره نحو الغرب لامع، ويشرق عموديا ثم يميل إن هذا المذنب قد ظهر عند ما هلك قوم نوح وألقى إبراهيم إلى النار، وعند ما قوم فرعون وعند ما استشهد سيدنا يحيى، ويحتمل أن يطلع عند ما يظهر الإمام المهدى.

<<  <  ج: ص:  >  >>