السد العرم بفتح العين وكسر الراء، كما أطلق على السيول العظيمة التى حدثت نتيجة لانهيار سد مأرب سيل العرم.
وبلدة مأرب التى مدحت فى القرآن الكريم- {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ}(سورة سبأ/١٥) -كانت بعيدة عن صنعاء بثلاث مراحل، وذات هواء نقى وماء زلال، ومكان جيد وهى أثر من آثار سبأ بن يشجب.
وكان هذا السيل العظيم قد طغى من الجبال التى تقع فى مقدمة هذه البلدة الطيبة واتحد بنهيرات صغيرة كانت تنحدر من الجبال واكتسب ضخامة كأنه بحر.
وكانت بلدة مأرب قد أسست فى الأول من قبل أولاد وأحفاد سبأ بن يشجب السالف الذكر، وكانت قرية صغيرة ولكنها فيما بعد اتسعت وعمرت سواء أكان بأولاد سبأ أو أحفاده وأحفاد أحفاده، والذين تكاثروا بحيث أصبح الوادى الذى يسكنون فيه لا يتسع لهم؛ فانتقل بعض هؤلاء حول هذا الوادى واختاروا منه أماكن جميلة، وأسسوا قرى ومدنا جميلة، حتى وصل عدد قراها ومدنها إلى أربعة آلاف وسبعمائة كما تخبرنا به التواريخ، وكان أول هذه القرى والمدن التى أنشأها أولاد سبأ وأحفاده فى صنعاء اليمن وآخرها فى حدود الشام وكانت كل قرية بعيدة عن الأخرى ست ساعات ومبنية فى واد مستقيم مسطح بحيث كان الواقف فى قرية يرى القرية الأخرى.
وكان المسافر الذى يسير سيرا متوسطا يصل إلى القرية الأخرى فى ظرف ست ساعات، وكانت طرقها آمنة من جميع أنواع المخاطر.
وكان الإنسان يستطيع أن يذهب حيثما يريد ليلا ونهارا دون خوف، وكانت الطرق خالية من الحشرات المؤذية مثل العقارب والحيات المؤذية، كما أن القرى والمدن خالية من الحشرات مثل: القمل والبرغوث والذباب، وإذا ما وجدت حشرات مثل القمل والبرغوث فوق الذين يأتون من البلاد الأخرى كانت تهلك بمجرد دخولهم إلى بلاد سبأ.