للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبى-رضى الله عنهن-وعبارات غير لائقة بهم هجم الأهالى على الخطيب الذى نجا بجلده هاربا، وبعد هذه الحادثة منع الناس من الحديث فى مكة عن مذهب العبيديين.

ولما كان الشريف أبو الفتوح من أشجع أبناء موسى وأكثرهم جرأة رد خطبة الحاكم بأمر الله مبينا زيفها، وخرج عن طاعة العبيديين وبايعه أهالى الحرمين بالخلافة لأن الخطبة التى وردت من الحاكم بأمر الله كانت مليئة بسب الأصحاب الكرام ولعنهم.

وكانت رسالة خاصة للشريف أبى الفتوح مرفقة بالخطبة حيث يلح الحاكم بأمر الله على أن يعمل الشريف على إقناع الأهالى بما جاء فى هذه الخطبة، وعقب ذلك ذهب الشريف أبو الفتوح إلى نواحى الشام، وأعلن استقلاله وخاص حروبا كثيرة وفى سنة (٤٠٣) وعاد إلى مكة وانتقل إلى رحمة ربه بعد فترة وجيزة، ومدة إمارته ٤٣ سنة.

ولما سارع أفراد القبائل العربية بالاعتراف بخلافة الشريف أبى الفتوح، وهو فى طريقه إلى الشام فهم الحاكم بأمر الله وأخافه الأمر وأخذ يستعد للحرب، ولما كان أبو الفتوح لا يريد أن يريق دماء المسلمين عبثا بعث بأبى حسان مفرح إلى الحاكم بأمر الله يعلمه أنه لا يدعى الخلافة، فسر الحاكم بأمر الله بهذا الخبر وأسرع بالتصديق بإمارته.

كان تاج المعالى بن أبي الفتوح قد وحد بين إمارتى المدينة المنورة ومكة المكرمة. وكانت كنيته «أبا عبد الله» ولقبه (شكر) ومات بلا ولد فى سنة ٤٦١، وعلى قول سنة ٤٦٤،وعلى قول ثالث سنة ٤٥٣.وأراد أحد غلمانه أن يكون أميرا. وفى أثناء سفر أبى الفتوح إلى الشام استولى أبو طالب داود بن عبد الرحمن بن القاسم بن الفاتك عبد الله بن داود بن سليمان بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن حسن المثنى بن حسن السبط‍ بن على (رضى الله عنه) على مكة، وانتصر على ذلك العبد وانتزع منه زمام الإمارة، إلا أن إمارة مكة المكرمة الجليلة انتقلت إلى «بنى هاشم» بعد ذلك الحادث بسبع سنوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>